د. أحمد الطويلي: الشاذلي القليبي وقضية فلسطين
1 min read
د. أحمد الطويلي
من كتب الشاذلي القليبي كتاب خاص بالقضية الفلسطينية وهو كتاب “العرب أمام قضية فلسطين”، صدر في طبعته الأولى عن الدار التونسية للنشر في قطع صغير في 116 صفحة سنة 1967، صدر بعد خطاب الحبيب بورقيبة في أريحا في 3 مارس 1965، وبعد النكسة العربية في 5 جوان 1967، وأعيد طبعه عن نفس الدار سنة 1978 قبل أن يعين مؤلفه أمينا عاما لجامعة الدول العربية في 28 جوان 1978 بعد قرار مجس الجامعة بنقل مقرها مؤقتا من القاهرة إلى تونس يوم 27 مارس 1979، بعد أحداث كمب ديفيد.
وقد حلل القليبي في هذا الكتاب تحليلا سياسيا واجتماعيا ونفسانيا الوضع العربي إذ ذاك دولا وقادة ومجتمعات وشعوبا وسياسات مختلفة وأوضاعا عامة خاصة أبعاد القضية الفلسطينية وموقف الرئيس الحبيب بورقيبة منها والأوضاع العربية عامة والتي جعلت الدول العربية تواجه سلسلة من النكسات “كلما همت بمحو آثار واحدة منها وقعت فيما هو أدهى وأمر”.
ويفسر القليبي أن مرد هذه النكسات المتتابعة مردها إلى أسباب ذهنية وتاريخية متأصلة في المجتمعات العربية الشرقية جعلت طاقات العرب تنحدر باستمرار، منها الشحناء بين الدول العربية لانقسامها إلى شقين، “شق ينعت بالانهزامية ويتهم بقبول الحلو المشوهة، وشق يدعى لنفسه الصرامة وإرادة الصمود، ويرفض كل محاولة ترمي إلى تصفية الجو العربي بدعوى أنها مناورة القصد منها حمل العرب على التخاذل والتنازل عن حقوقهم الشرعية”.
ويعتقد القليبي أنه لا يمكن اتخاذ موقف موحد بين العرب ولا أن يقع اجماع الوفود المجتمعة كما ظهر في قمة السودان يوم 29 أوت 1967 لمحو آثار العدوان الإسرائيلي سنة 1966، ولهذا السبب “توشك قضية فلسطين أن تضيع مرة أخرى في خضم النزاعات بين الدول العربية” (ص17).
ويحسم القليبي رأيه وهو أن قادة العرب لا يميزون بين الأهم والمهم، بين المصلحة العربية العليا وبين أهداف ثانوية، وأن هناك متطرفين يتمسكون بصلابة، وتزعم الدفاع عن قضية هم ليسوا أصحابها. ويقدم القليبي حقائق صارخة تغافل عنها العرب في صراعهم مع إسرائيل، وهي:
1) أن الصهيونية حركة استعمارية تهدف إلى إحلال جاليات أجنبية محل الشعب العربي الفلسطيني، يناصرها أغلب يهود العالم، وعدد من دول العالم وعناصر يهودية في فلسطين، وقد سهلت لهم الدول العربية بطلبها الفلسطينيين الهجرة وستعيدهم إلى أرضهم بعد انتصارها في حربها ضد إسرائيل.
2) أن لإسرائيل إمكانيات طائلة قامت على سواعد نخبة من يهود البلاد المتقدمة ممن لهم باع في الاقتصاد وفنون الحرب والتكنولوجيا، ولها مدد لا متناهي يأتيها من الخارج، يقول القليبي “لما تصدت الدول العربية سنة 1948 لمجابهة الدولة الصهيونية كان البون شاسعا بين الطرفين، وكانت المعركة، ولا تزال بين شق كثير العدد ضعيف القوى، وبين شق آخر قليل العدد معزز بجميع الطاقات التي بها تكون القوة والغلبة في القرن العشرين”.
ويقول متحسرا “هذه الحقيقة الجوهرية لم يدركها العرب إلى حد أنهم شجعوا الفلسطينيين على الهجرة من وطنهم اعتقادا منهم أن حربا من النوع الكلاسيكي بين جيوش نظامية متقابلة كفيلة بضمان النصر في أقرب الآجال”.
3) عدم العمل الكافي لإعداد الرأي العام العالمي لمساندة قضية فلسطين “ولا يكفي أن تكون القضية عادلة لتحظى بالعطف والمناصرة، وفي ذلك سذاجة، إن هي دلت على “مثالية” العرب، وتأصل الروحانيات في أنفسهم وقلة دراية بشؤون العالم، ومدى نفوذ الصهيونية في المجتمعات الأوروبية والأمريكية”(ص29).
4) عدم التبصر بأن الحرب والسياسة متكاملتان، تتم إحداهما الأخرى، وأن السياسة ضرب من ضروب الحرب (ص32)، إذ أن قوة السلاح ليست ضامنة دوما للنصر، ويجب الركون إلى الوسائل السياسية “بشرط النجاعة وعدم التنازل عن المبدإ والجوهر الذي لا يقبل فيه أي نزاع”.
ولا يتخلف القليبي عن الكشف عن أسباب انهزام العرب منها وهو انتقاد ذاتي مر:
- التخلف الذهني (التشبث بالمبادئ دون تهيئة الأسباب اللازمة لبلوغها)(ص35).
- قصور في التحليل وعجز عن التمييز بين الهدف الذي لا يمكن التنازل عنه بحال ونوعية الوسائل التي يمكن اللجوء إليها لبلوغ الهدف(ص32).
- عزلة العرب بالنسبة إلى غيرهم من الدول والشعوب(ص29).
- العاطفة المغلبة على جانب الفكر، وترك الحماس مقام العقل(ص26).
- ارتباك وتسلل وتعفن أحيانا يؤدي إلى أزمات وانتفاضات بسبب انشقاق العرب.
- ذهول عن الدنيا وما فيها وغياب عن الواقع، وعقلية سحرية، وإصرار طفولي وعويل بينما العدو يكتسح البلاد يفرض هيمنته بالقهر والبناء والتشييد(ص38).
وينتقد القليبي سياسة معظم قادة العرب “فهم تارة يعيشون في مستوى جماهيري” إذ أن الجماهير العربية اعتادت نغمة هدهدتها السنين تلو السنين، فيأخذ القادة “الحماس والتفاعل والاندماج الروحاني مع العدد، بينما القائد يجب أن يكون له نصاعة الفكر وبعد النظر ليسمو بالجماهير ويصدها عن الاندفاع إلى مال تحمد عقباه، ليكون قائدا لا منقادا(ص48)، ويكون في مستوى المهمة التي انتخب من أجلها ومن الثقة للنهوض بأعبائها، ويجب أن يكون ذا خصال فكرية وخلفية.
ويذكرنا هذا المقال بخطاب أريحا الذي ألقاه الرئيس الحبيب بورقيبة أمام الفلسطينيين، إذ يمكن اعتبار هذا الكتاب “العرب امام قضية فلسطين” تحليلا لنظرية بورقيبة حول القضية باعتماد التفاوض وتوخي سياسة خذ طالب دون التخلي عن الهدف.
وإن تسمية الرئيس التونسي الشاذلي القليبي على رأس جامعة الدول العربية تسمية تلميذ له، تكون في مدرسته، وتتلمذ مثله في الصادقية، وتكون في الصربون بباريس ولعل كتاب القليبي من أساب هذه التسمية وهو يزيد بلورة لأفكار بورقيبة ويحلل نفسية العربي بأنه بقدر ما هو متعلق بالكرامة والشرف بقدر ما يتهم أخاه بالخيانة والخذلان، وإذا هذا الاتهام يعظم ويتفشى فتنتفي الثقة بين العرب(ص55).
ويخصص القليبي صفحات للوحدة العربية تاريخيا وفي عصره، ويذكر أنها تبلورت على أيدي رجال حزب البعث وكان معظمهم في البداية من المسيحيين، ليتخلى العرب عن الوحدة الإسلامية وتنشأ فكرة الوطن بعد الكفاح ضد المستعمر، وفي النهاية “فإن الأعوام الستين لم تلح حتى كان العرب أشياعا، بعضهم وحدوي، وبعضهم لا يقبل الوحدة، وبعضهم يناهض الأساليب المتبعة لتحقيق الوحدة، وبعضهم الآخر لا يجرؤ على الجهر بأي حتى يقض الله أمرا كان مفعولا”(63).
وتناول الشاذلي القليبي القضية الفلسطينية في أغلب سائر كتبه منها كتاب “تونس وعوامل القلق العربي” الصادر عن دار الجنوب سنة 2019، فقد خصص فيه صفحات عن فلسطين والنظرية البورقيبية وأخطاء العرب في القضية وإغفالهم أن إسرائيل “من إنشاء الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، منها كبريات دول العالم، الغربية منها والشيوعية ليس من مصلحة الدول العربية أن تشهر عليها الحرب، وكذلك لاعتبارات قانونية ولما للدولة الناشئة من قوى ميدانية متفوقة أيضا”(ص165)، لذلك، عندما رفضت الدول العربية التقسيم تنفست إسرائيل الصعداء.
والخطأ الثاني أن الدول العربية جعلت القضية في صراع بينها وبين إسرائيل، فأظهروها بين كتلة من الدول وهي سبع ودويلة صغيرة قامت بإرادة شرعية أممية، وجعلت إسرائيل تحظى بتعاطف أغلب الشعوب المسيحية، وأبقت فلسطين، صاحبة الحق، في المنزلة الخلفية، ولم تظهرها شعبا مستعمرا يكافح بنفسه، ولا يتولى بنفسه الدفاع عن قضيته، شعبا يعيش”بعضه تحت الظلم الإسرائيلي وبعضه في الشتات”.
والملاحظة الثالثة المرة أن العرب لم يخوضوا سابقا الحرب منذ قرون “كانت أسلحتهم فيها سيوفا ورماحا، وجيوشهم اليوم استعراضية، بمناسبات احتفالية” وكانت حروبهم دوما خاسرة”.
ومن أخطاء العرب أنهم تغافلوا أو لم ينتبهوا إلى أن “أغلبية المجتمع الإسرائيلي آتية من دول أوروبية متقدمة، الأمر الذي جعل لإسرائيل زعامات سياسية قوية، متمرسة بالقوانين الدولية، وقيادات عسكرية ذات خبرة عالمية، لسابق اسهاهم في الحروب الأوروبية الحديثة”(ص166) بينما العرب يستوردون ما يحتاجون إليه من الأسلحة من دول أوروبية متعاطفة مع إسرائيل ولا تبيعهم إلا ما عندهم من “خردتها” الدفاعية”(ص166).
والحل هو ما قدمه بورقيبة في خطاب أريحا هو أن يجعل العرب “الصراع قضية وطنية تخص الشعب الفلسطيني باعتباره الضحية الأولى، ثم كان عليهم وضع المشكل في سياق الموجة العالمية التي كانت إذ ذاك تنادي بتحرير الشعوب المولى عليها، الشعب الفلسطيني منها، إذ جاءت جموع من أصقاع مختلفة، فاحتلوا أراضيه، واستبدوا بالحكم فيها”(ص166).
ويقارن القليبي بين الزعيمين عبد الناصر وبورقيبة، فالأول يعتمد الخطب الجياشة التي تلهب الجماهير تبثها إذاعة “صوت العرب” المسموعة في أغلب الفضاء العربي بينما بورقيبة “يلقن إعمال العقل، والتحكم في المشاعر والتنظيم الإستراتيجي” ويقول “الناصرية كانت أداتها الخطابة التي تثير العواطف فتتجاوب معها الجماهير فورا، وتنساق مع كل ما يوجه إلى بورقبية من تهم قاتلة، مثل أنه عميل الاستعمار، فكان بعضهم يخططون لاغتياله مثلما حصل أثناء زيارته للبنان سنة 1965”ص(699).
وفي آخر للقليبي “أضواء من الذاكرة”(1) الخاص بتاريخ حياة الحبيب بورقيبة ونظرياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فقد خصص جانبا منه للقضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي، وزاد فيه تفصيلا وتحليلا للنظرية البورقيبية التي تعتمد الواقعية والمرحلية القائلة بمبدإ “خذ وطالب”، خد ما يقربك إلى الفوز بالحل النهائي ثم طالب بالمرحلة القادمة الموصلة أخيرى إلى الاستقلال، يقول “لم يكن الحبيب بورقيبة يؤمن بمقولة كل شيء أو لا شيء، بل كان يدعو إلى استرجاع الأراضي التي استولت عليها الدولة العبرية سنة 1948 وإقناع المجتمع الدولي بالعمل على إنشاء دولة فلسطينية، وهو ما كانت إسرائيل تسعى جاهدة لمنعه”(ص165).
وذكر القليبي بخطاب بورقيبة في القاهرة، في مؤتمر قمة الجامعة العربية سنة 1964 قبل خطاب آربي، والذي دعا فيه إلى أن يكون مركز ثقل الكفاح هو الشعب الفلسطيني، ضحية المظلمة، الذي همش بينما كان ينبغي أن يكون أساسيا، وأن تكون الدول العربية مساعدة وداعمة فقط، وانتقد في الخطاب انتقادا قاسيا الدول العربية “بتشكيلهم إئتلافا من دول دمى، في كثير من الأحيان، أو دون قدرات عسكرية حقيقية، خدمة مجانية للدعاية الصهيونية (…) وهكذا سار العرب نحو الهزيمة على أرض المعركة ولدى الرأي العام الدولي”(ص167).
واستعرض بورقيبة حرب سنة 1948، وعلق على الجيوش العربية إذ ذاك بسخرية قاتلة، مفسرا أنهزامها، وهي حقائق تاريخية بائسة، وقد كان بورقيبة إذ ذاك مهاجرا في القاهرة، ومطلعا على الحقائق التي صدمته، وعلى الأجواء العربية، ونفسيات القادة العرب، وكان شاهدا على ما كان يجري من أحداث ومآل هذه الحرب الفاجع، وقدم تعليقات عليها.
فالجيوش العربية “لم تعد تتقن فن الحرب منذ عهد صلاح الدين الأيوبي، وأصبحت لا تصلح سوى للاستعراض، إنها تفتقر إلى التدريب على التقنيات القتالية، وهي مجهزة بمعدات قديمة أو مغشوشة بشكل فاضح، وكان المقاتلون العرب يفتقرون إلى التدريب العسكري الجدي” (ص169) بينما القوات المقابلة تتألف في معظمها من اليهود الأشكناز القادمين من أوروبا التي اكتسبوا فيها على مدى زمن طويل ثقافة علمية عالية وخبرة دبلوماسية دولية، ومعرفة بالحرب الحديثة، وقد تعلموا من الألمان خصوصا الحرب الخاطفة”(ص166).
ويلاحظ بورقيبة متسائلا كيف أن العرب لم تتصد في الوقت المناسب للاستعمار الزاحف على فلسطين، وأنهم خاضوا حربا تقليدية بين الدول بينما كان الميليشيات الصهيونية وعدات ميدانية مجهزة ومدربة لقواعد حرب العصابات الفنية والمعايير الأكثر تطورا “لقد وُضع طيارون مقاتلون وخبراء عسكريون من يهود أوروبا وأمريكا تحت تصرف الدولة الناشئة”(ص169).
وأرخ القليبي لما تعرض له بورقيبة في البلاد العربية خاصة في مصر بعد خطاب أريحا، من ذلك:
- انطلاق حملة تشهير ضده في كل صحف المنطقة.
- إطلاق إذاعة “وصت العرب” القاهرة في حملة شعواء ضده.
- تكوين فرق كومندوس في أعقابه في لبنان لاغتياله.
- إبلاغ دمشق وبغداد الرئيس بورقيبة أهما لم تعودا قادرين على ضمان سلامته في زيارته لهما، والتي كانت مبرمجة في رحلته إلى البلاد العربية، واقتصرت رحلته على لبنان ومنها انتقل إلى تركيا. وكان زار مصر والأردن قبل لبنان.
- إحداث ضجة في إسرائيل ضده مدعية أن قرار الأمم المتحدة رقم 181 قد تجاوزه الزمن وسقط بالتقادم، وأجاب بورقيبة أنه إذا كان القرار الذي أوجد إسرائيل قد سقط بالتقادم فهذا يعني أنها “فقدت شهادة ميلادها”(ص172).
- إدلاء الرئيس أحاديث صحفية شديدة اللهجة لوسائل إعلام عربية وعالمية.
- نشوب معركة سياسية حامية بين الرئيسين عبد الناصر وبورقيبة توقفت يوم 5 جوان 1967، يوم انطلاق الحرب بين الدول العربية وإسرائيل، خاصة بعد الهزيمة التي تسمى النكسة، ووضع القضية الفلسطينية في وضع أكثر مأساوية إذ أصبح أكثر من نصف الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال(ص175).
كما تناول القليبي اتفاقية كمب ديفيد بالدرس، إذ أضعفت القدرة على الهيمنة الإسرائيلية وأدت- حسب الحبيب بورقيبة- “إلى إضعاف العالم العربي معنويا وتقسيمه سياسيا، وانتصر الطرح الصهيوني الرسمي الذي يدعي أن إسرائيل تريد السلام وأن العرب هم الذين يرغبون في الحرب في حين أن إسرائيل هي التي لم تعترف بالقانون الدولي أبدا، وهي التي كانت تخرقه باستمرار”(“178).
ووضح القليبي في كتابه “شرق وغرب، السلام العنيف” الذي صدر بالفرنسية، وهو استجواب أجرته الصحفية جنفياف مول Genevieve Moll وعنوان، Orient/Occcident, la pais violente صدر بباريس سنة 1999، أن اتفاقيات كمب ديفيد لم تستطع تحقيق سلام حقيق ودائم بين إسرائيل والدول العربية، وأنه عندما كان أمينا عاما لجامعة الدول العربية كانت مهمته الأساسية هي الدفاع عن القضية الفلسطينية بأثبات حقيقية جوهرية أن إسرائيل هي القائمة دوما بالهجوم، وأنها أطردت عددا كبيرا من الفلسطينيين من أرضهم وأنها لم تكف إزاء جيرانها العرب بتوخي سياسة تحريضية تسمح لها بالقيام بحروب متلاحقة تمكنها من التوسع كل مرة وإنجاز الحلم الصهيوني بأن تكون فلسطين كلها للإسرائيليين (ص338)، وما يهم الرأي العام العالمي أساسا قبل النزاع بين إسرائيل والدول العربية هو وضع الشعب الفلسطيني وما يعانيه من ظلم حرمه من وطنه، ومخيمات البؤس التي يعيش فيها، وحياته تحت نير الاحتلال الصهيوني، ويقول القليبي إنه لم يكف في الندوات واللقاءات التي كان يجريها في العالم مع رؤساء الدول ووزراء الخارجية في أوروبا وأمريكا عن الدفاع عن حق الفلسطينيين بدولة مستقلة حسب قرار 181 الصادر عن الأمم المتحدة، وطلب وجوب إعانتهم لإيجاد دولتهم.
ونلاحظ أن القليبي خدم حقا القضية الفلسطينية من ذلك أنه- عندما كان أمينا عاما لجامعة الدول العربية- أصدر أعدادا ضخمة خاصة بفلسطين من المجلة التي أنشأها، وهي “شؤون عربية” وهي الأعداد 33، 34 (وهو عدد مزدوج) صدر سنة 1983، وعدد 52 الصادر سنة 1987 بالإضافة إلى ما تحتويه المجلة من دراسات خاصة بفلسطين.
1) أضواء من الذاكرة، الحبيب بورقيبة، ديسمبر، تونس 2014 ترجمة محمد معالي ومراجعة عبد العزيز قاسم ولم يذكر المترجم عنوان الكتاب المترجم بالفرنسية وهو:
Habib Bourguiba, Radiaos copie d’un Régne وصدر أيضا عن دار ديمتر للنشر.