الولايات المتحدة في منعرج الثلاثاء الكبير
1 min read
المصير- خاص:
يستكمل الأمريكيون اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2020 مسار الانتخابات الرئاسية الذي انطلق قبل أسابيع بتصويت اكثر من تسعين مليون مواطن عبر مراكز البريد، وينتهي اليوم بالتصويت المباشر على المجمع الانتخابي المكلف قانونا باختيار الرئيس الامريكي الجديد بين مرشحين هما الرئيس الحالي دونالد ترامب كمرشح للحزب الجمهوري ونائب الرئيس السابق جو بايدن كمرشح للحزب الديمقراطي.
ويجمع المراقبون على الطابع الاستثنائي لهذه الانتخابات الرئاسية التي تشكل منعرجا حاسما في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تخيم لأول مرك منذ عقود اجواء غير عادية اتسمت بحدة الخطاب وشراسة الحملات الانتخابية وإقبال شريحة كبيرة من المواطنين على شراء الأسلحة بما يوحي بامكانية اندلاع مواجهات دامية بين الجماعات اليمينية واليسارية المتطرفة المساندة لكلا المرشحين، وخصوصا مساندي الرئيس ترامب الذين هدد بعضهم علنا بالذهاب الى حرب أهلية ان خسر مرشحهم السباق الانتخابي.
وفيّ سابقة لم تعرفها أمريكا التي تصنف في خانة الديمقراطيات القوية والمستقرة، أعلن الرئيس الامريكي ترامب بشكل مسبق في نتائج الانتخابات، مهددا بعدم القبول بها ان لم تكن في صالحه، وبعدم تسليمه السلطة لغريمه بايدن، وهو سلوك استهجنته العديد الأوساط، بما في ذلك شخصيات جمهورية بارزة، رأت فيه سلوكا متخلفا لا يليق بتاريخ الولايات المتحدة.
واستبعدت أطراف خبيرة بالشأن الامريكي ان يذهب ترامب في حال خسارته الانتخابات، كما توقعت جل عمليات سبر الاراء، الى حد العصيان السياسي، بالنظر الى قوة مؤسسات النظام السياسي في الولايات المتحدة، مقدرة ان تنتهي العملية الانتخابية على النحو المعهود بسلام، رغم عدم استبعادها حصول تجاوزات وصدامات محدودة، خصوصا اذا كانت النتائج متقاربة، على غرار ما جرى عام 2000، فضلا عن الطابع المعقد لعملية احصاء الأصوات والتبعات القانونية التي يمكن ان تثيرها التظلمات والاعتراضات التي يمكن ان يتقدم بها الطرف الخاسر.
وتراهن جهات كثيرة في العالم على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن لإعادة السياسة الامريكية الخارجية الى دائرة الاعتدال والواقعية والمساهمة بالتالي في إنهاء موجة الشعبوية التي اجتاحت الكرة الارضيّة مستمدة العون من سياسات الرئيس الامريكي الحالي ترامب الذي تخلى عن جل الالتزامات الامريكية التقليدية حيال القوى والانظمة الديمقراطية في العالم، والتي كرستها من قبل رئاسات جورج بوش الابن وكلينتون واوباما.