29 ديسمبر 2024

د.خالد شوكات: المشروع الحضاري الوطني!!؟


د.خالد شوكات

حاولنا في تجربة حكومة سي الحبيب الصيد شفاه الله (2015 / 2016) أن نعيد بلادنا إلى التخطيط التنموي (الحضاري) من خلال صياغة المخطط التنموي 2016 /2020 بطريقة تشاركية وحوّلناه إلى قانون.. ويتذكّر الجميع كيف سلّم سي الحبيب لسلفه الشاهد ثلاثة مجلدات حمراء وائتمنه عليها.. أي على المخطط.. وأذكر أن أوّل شيء اقترحته على سي الباجي عندما تأسس نداء تونس أن تكون من لجانه لجنة “المشروع الحضاري الوطني” كلّفت حينها برئاستها، وكانت بعضوية عدد من قيادات الحزب من ذوي الخبرة..

وقناعتي المستمرة منذ وعيت السياسة مساندا لسي محمد مزالي رحمه الله من منطلق ايماني بأنه يملك مشروعا للحكم والتقدّم في بداية ثمانينيات القرن الماضي.. أنه ليس بمقدور أي دولة أن تتقدّم هكذا سبهللا..بسياسات ترقيعية يومية وخضوع للاملاءات الخارجية.. واعترف اليوم بأنني وكل من آمن بهذه الفكرة، بما في ذلك الاستاذ محمد مزالي وقبله رائد التخطيط الاستاذ أحمد بن صالح، قد هزمنا المرة تلو الأخرى، من قبل “ساسة الغنيمة” و”أنصار السياسة السياسوية ” و”أهل هات شاشيتك هات صبّاطك” حتى بلغ الأمر بالشعب أن يسير وراء رجل شعاره “لا برنامج لدي”.. والعاقبة للمتقين..

هذا البلد لن يكون له مستقبل اذا لم يمتلك مشروعا حضاريا وطنيا بقيادة قادرة على تنفيذه وشعب يعي هذه الحقيقة ويرفض أن يكون ألعوبة تتقاذفه قوى المصالح الضيقة وذوي الخطابات الشعبوية والفاشية الكاذبة التي تشتري بالشعارات الكبرى ثمنا زهيدا..فليكن لهذه البلاد رؤية استراتيجية وبرنامج في التقدم والتنمية يجمع بين الواقعية والطموح..فتونس تملك كل ما يكفي لتكون بلدا ملائما للعيش الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.