حكومة المشيشي في مواجهة شبح الإفلاس والكورونا
1 min read
المصير- خاص:
يعقد رئيس الحكومة هشام المشيشي ظهر اليوم ندوة صحفية ينتظر ان يجيب خلالها على أهم الانتقادات الموجهة الى فريقه الحكومي، خصوصا بعد تعثر أدائه في مواجهة أهم تحديات المرحلة سواء المتعلقة بقضية الصعوبات التي تواجهها المالية العمومية في تعبئة الموارد الضرورية سواء لتغطية نفقات الميزانية للعام الحالي أو لميزانية العام القادم، أو تلك المتصلة بمجابهة جائحة الكورونا حيث سجلت خلال الموجة الثانية للفيروس ارقام كبيرة غير متوقعة، في مستوى عدد المصابين والوفيات معاً. وتواجه حكومة المشيشي، وهي حكومة تكنوقراط ذات حزام سياسي هش تشكلت قبل أسابيع قليلة، حملات انتقادات متزايدة جراء ما اعتبرته أوساط سياسية واعلامية مؤشرات فشل ذريع على كافة الاصعدة، لعلَّ أهمها عدم توفر الحكومة على برنامج عمل واضح ورؤية محددة في مواجهة أزمات مالية واقتصادية واجتماعية مستفحلة وغير مسبوقة، وفيّ ظل علاقات متوتّرة بين مؤسسات الحكم الرئيسية مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الدولة، فيما ظهرت السياسيات الحكومية مترددة وغير حاسمة وضعيفة وذات طبيعة ترقيعية.
وفيّ ظل عجز حكومي عن إيجاد حلول ناجعة لأزمتي الحوض المنجمي والكامور، تقلص هامش المناورة وازدادت مخاطر اتساع رقعة العجز في الميزانية وعدم قدرة المؤسسات المالية على إيجاد القروض الضرورية، خصوصا الخارجية منها كما جرى برمجتها في قانوني المالية والميزانية للسنة القادمة. وقد ازداد المشهد ضبابية خلال الأيام الاخيرة اثر طلب رئيس الحكومة سحب مشروع قانون الميزانية التعديلي للسنة الجارية من البرلمان وتوتر العلاقة بين البنك المركزي من جهة ووزارة المالية من جهة ثانية.
ولم يتردد مروان العباسي محافظ البنك المركزي في توجيه انتقادات حادة وعلنية للسياسات المالية والاقتصادية للحكومة الحالية، داعيا ايها الى احداث تعديلات على قوانين المالية والميزانية للعامين الحالي والقادم، وهذه اول مرة يتحدث فيها محافظ بنك مركزي بهذه اللهجة ازاء الحكومة، وهو ما يرجعه البعض الى الاستقلالية التي اصبح يتمتع بها هذا البنك بعد المصادقة على القانون الاصلاحي المتعلق به سنة 2016. كما تعاني حكومة المشيشي ايضا من صعوبات في مواجهة جائحة الكورونا، حيث تتهمها اطراف سياسية ومدنية بسوء الأداء والتردد والتلاعب بارواح التونسيين، خصوصا بعد ارتفاع نسبة الوفيات جراء الفيروس وبلوغها قرابة الف واربعمائة متوفي. ويقول المنتقدون ان رئيس الحكومة لم يف بالوعود التي قدمها خلال خطابه السابق للشعب وتحدث فيه عن توفير العدد الضروري من أسرة الانعاش والعناية المركزة في المستشفيات العمومية والمضخات الخاصة.
