28 ديسمبر 2024

د.خالد شوكات: محمد فاضل الجمالي.. سياسي من زمن التفكير

1 min read

 د.خالد شوكات*

لا‭ ‬أذكر‭ ‬أي‭ ‬كتاب‭ ‬من‭ ‬كتبه‭ ‬الكثيرة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬وقعت‭ ‬عليه‭ ‬يداي‭ ‬وأنا‭ ‬تلميذ‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بالمدرسة‭ ‬الابتدائية‭ ‬ببلدتي‭ “‬المزونة‭”‬،‭ ‬وجعلتني‭ ‬أكتشفه‭ ‬ويعلق‭ ‬اسمه‭ ‬بذهني‭ ‬مبكرا،‭ ‬فقد‭ ‬نسيت‭ ‬العنوان‭ ‬ويا‭ ‬لأفة‭ ‬النسيان،‭ ‬حتى‭ ‬مكنني‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬لقاء‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬طلبته‭ ‬وأصدقائه‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬والتونسيين،‭ ‬سمعت‭ ‬منهم‭ ‬شهادات‭ ‬شخصية‭ ‬مشرفة‭ ‬عنه،‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬ذلك‭ ‬الانطباع‭ ‬الإيجابي‭ ‬الذي‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬صباي‭ ‬عنه،‭ ‬فالدكتور‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬الجمالي‭ (‬1903-1997‭) ‬يستحق‭ ‬فعلا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أول‭ ‬شخصية‭ ‬غير‭ ‬تونسية‭ ‬تفرد‭ ‬لها‭ “‬المصير‭” ‬ملف‭ ‬أحد‭ ‬أعدادها،‭ ‬لاعتبارات‭ ‬كثيرة،‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭ ‬أنه‭ ‬شخصية‭ ‬سياسية‭ ‬من‭ “‬زمن‭ ‬التفكير‭” ‬في‭ ‬زمن‭ ‬انقطع‭ ‬فيه‭ ‬الساسة‭ ‬عن‭ ‬التفكير،‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬طيلة‭ ‬حياته‭ ‬مثالا‭ ‬رائعا‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬التزامات‭ ‬المسؤولية‭ ‬السياسية‭ ‬وواجبات‭ ‬الموهبة‭ ‬الفكرية‭ ‬والتربوية‭. ‬

واكب‭ ‬الدكتور‭ ‬فاضل‭ ‬الجمالي‭ ‬الذي‭ ‬قسم‭ ‬القدر‭ ‬حياته‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬متساويين‭ ‬تقريبا،‭ ‬نصف‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬الأم‭ ‬العراق‭ ‬أين‭ ‬ولد‭ ‬وترعرع‭ ‬وحقق‭ ‬مجده‭ ‬السياسي،‭ ‬ونصف‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬الثاني‭ ‬تونس‭ ‬أين‭ ‬توفاه‭ ‬الله‭ ‬عزيزا‭ ‬كريما‭ ‬كما‭ ‬يستحق‭ ‬وحقق‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬مجده‭ ‬الفكري،‭ ‬وبين‭ ‬النصفين‭ ‬سنوات‭ ‬قضاها‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬خصوصا‭ ‬بين‭ ‬لبنان‭ ‬وأمريكا‭ ‬أين‭ ‬أتم‭ ‬دراساته‭ ‬الجامعية،‭ ‬متوجا‭ ‬إياها‭ ‬بنيل‭ ‬أعلى‭ ‬الشهادات‭ ‬العلمية،‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الفلسفة،‭ ‬ولقد‭ ‬كان‭ ‬الرجل‭ ‬بهذه‭ ‬المسيرة‭ ‬الحافلة‭ ‬بالمنجزات‭ ‬والأحداث‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬قرون‭ ‬الزمان،‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬قرن‭ ‬الحروب‭ ‬العالمية‭ ‬ونهاية‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وخضوع‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬للسيطرة‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬وظهور‭ ‬الدول‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬وتحرر‭ ‬جلها‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬الامبريالية،‭ ‬وتأسيس‭ ‬المنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬الجامعة،‭ ‬عصبة‭ ‬الأمم‭ ‬ثم‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ثم‭ ‬سقوط‭ ‬جل‭ ‬الأنظمة‭ ‬الملكية‭ ‬العربية،‭ ‬وزرع‭ ‬الشجرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬الصهيونية‭ ‬دولتها‭ ‬الاستيطانية‭ ‬في‭ ‬أقدس‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وما‭ ‬تلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬نكبات‭ ‬ونكسات‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬العرب‭ ‬تباعا،‭ ‬وأخيرا‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬سقوط‭ ‬المنظومة‭ ‬الشيوعية‭ ‬السوفياتية،‭ ‬والغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأول‭ ‬للعراق،‭ ‬والحروب‭ ‬القذرة‭ ‬والحصارات‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭ ‬المناهضة‭ ‬للسطوة‭ ‬الغربية‭..‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬وغيرها‭ ‬كان‭ ‬الجمالي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬أحد‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬صنعها‭ ‬أو‭ ‬المحللين‭ ‬لها‭ ‬والمتابعين‭ ‬لآثارها،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فنحن‭ ‬إزاء‭ ‬شخصية‭ ‬استثنائية‭ ‬بأتم‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬تستحق‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬والمؤرخين‭ ‬الانكباب‭ ‬عليها‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭.‬

تولى‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬الجمالي‭ ‬منذ‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بأعلى‭ ‬الشهادات،‭ ‬عديد‭ ‬المسؤوليات‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عقب‭ ‬معاهدة‭ ‬العشرين،‭ ‬واعتمدت‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬بقيادة‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬الأول‭ ‬ابن‭ ‬الشريف‭ ‬حسين‭ ‬ملك‭ ‬الحجاز،‭ ‬حتى‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬اغتيل‭ ‬سنة‭ ‬1958‭ ‬وسقط‭ ‬بموجب‭ ‬اغتياله‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬برمته،‭ ‬وحكم‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬رجاله‭ ‬بالإعدام‭ ‬ومن‭ ‬أهمهم‭ ‬الجمالي،‭ ‬الذي‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبع‭ ‬مرات،‭ ‬وشغل‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1953‭ ‬إلى‭ ‬1954،‬وكان‭ ‬آخر‭ ‬موقع‭ ‬تصدى‭ ‬له‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬حكومة‭ ‬لنوري‭ ‬السعيد،‭ ‬وهي‭ ‬آخر‭ ‬حكومات‭ ‬العراقية‭ ‬الملكية،‭ ‬ويشهد‭ ‬المؤرخون‭ ‬للجمالي‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬رجال‭ ‬العهد‭ ‬الملكي‭ ‬وأنظفهم‭ ‬وأفضلهم‭ ‬سيرة‭ ‬وعطاءا‭ ‬وأكثرهم‭ ‬إخلاصا‭ ‬للعراق‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬بأسرها‭. ‬

ومما‭ ‬يذكره‭ ‬بعض‭ ‬المؤرخين،‭ ‬أن‭ ‬الزعيم‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‭ ‬قد‭ ‬تشفع‭ ‬للدكتور‭ ‬الجمالي‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إعدامه،‭ ‬لدى‭ ‬قادة‭ ‬العراق‭ ‬الجدد،‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬قاسم‭ ‬ورفاقه،‭ ‬باعتباره‭ ‬رئيسا‭ ‬ومؤسسا‭ ‬للجمهورية‭ ‬التونسية،‭ ‬وقد‭ ‬دعاه‭ ‬إلى‭ ‬القدوم‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬والاستقرار‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬رعايته‭ ‬الشخصية‭ ‬ورعاية‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية،‭ ‬وقد‭ ‬عاش‭ ‬الرجل‭ ‬بين‭ ‬التونسيين‭ ‬كواحد‭ ‬منهم،‭ ‬مساهما‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬كأحد‭ ‬أبرز‭ ‬أساتذة‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬مجيئه‭ ‬من‭ ‬سويسرا‭  ‬إلى‭ ‬بلادنا‭ ‬سنة‭ ‬1964،‭ ‬وظل‭ ‬يمارسه‭ ‬وظيفته‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والتفكير‭ ‬والكتابة‭ ‬حتى‭ ‬أحيل‭ ‬على‭ ‬التقاعد‭ ‬وجاءته‭ ‬المنية‭ ‬قبل‭ ‬انغلاق‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬بثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬حيث‭ ‬نشر‭ ‬طيلة‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬والمؤلفات‭ ‬والدراسات‭ ‬والمقالات،‭ ‬تدور‭ ‬بين‭ ‬المجالات‭ ‬المحببة‭ ‬إليه‭ ‬والمتفقة‭ ‬مع‭ ‬اهتماماته‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬والنهوض‭ ‬الحضاري‭ ‬والشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية،إن‭ ‬تخليد‭ ‬مسيرة‭ ‬رجل‭ ‬بحجم‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬الجمالي،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬صرخة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الرداءة‭ ‬التي‭ ‬آلت‭ ‬إليها‭ ‬أوضاع‭ ‬النخب‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬بلديه،‭ ‬العراق‭ ‬وتونس،‭ ‬حيث‭ ‬عمت‭ ‬الأمية‭ ‬وانحطت‭ ‬الأخلاق‭ ‬وتكرست‭ ‬مفاهيم‭ ‬منحرفة‭ ‬للعمل‭ ‬العام،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬التوقع‭ ‬مخالفا‭ ‬تماما‭ ‬لمسارات‭ ‬الأحداث،‭ ‬فأي‭ ‬قياس‭ ‬بسيط‭ ‬لمستوى‭ ‬النخب‭ ‬فكريا‭ ‬ومعرفيا‭ ‬وأدبيا‭ ‬وأخلاقيا،‭ ‬بين‭ ‬حقبة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحربين‭ ‬الملكية،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الليبرالية‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وهذه‭ ‬الحقبة‭ ‬الجمهورية‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬اتسامها‭ ‬بذات‭ ‬الطبيعة‭ ‬التعددية‭ ‬التحررية،‭ ‬سيبدو‭ ‬الفرق‭ ‬شاسعا‭ ‬ومثيرا‭ ‬لصالح‭ ‬تلك‭ ‬النخب‭ ‬التي‭ ‬حكمت‭ ‬قبل‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬شعوبا‭ ‬أمية‭ ‬في‭ ‬غالبها‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الرقي‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والفكري‭ ‬والسياسي،‭ ‬فيما‭ ‬تظهر‭ ‬النخب‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الضحالة‭ ‬أخلاقيا‭ ‬وسلوكيا،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تواضع‭ ‬مستواها‭ ‬التعليمي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الشعوب‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬غالبيتها تقرأ‭ ‬وتكتب‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬حياة‭ ‬الدكتور‭ ‬الجمالي‭ ‬نموذجا‭ ‬فريدا‭ ‬في‭ ‬انقلاب‭ ‬الموازين‭ ‬وتبدل‭ ‬الأحوال‭ ‬وصروف‭ ‬الزمان‭ ‬وصعود‭ ‬الأنظمة‭ ‬وهبوطها‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬مثلما‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬نموذجا‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬والخذلان‭ ‬والنكران‭ ‬وعدم‭ ‬النسيان،‭ ‬حيث‭ ‬دور‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وما‭ ‬بذله‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬أشقائه‭ ‬أبناء‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬المستعمرة،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬الطرائف‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تذكر‭ ‬لهذه‭ ‬الشخصية‭ ‬شديدة‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بهوية‭ ‬أمتها‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬أنه‭ ‬وهو‭ ‬وزير‭ ‬للخارجية‭ ‬العراقية‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬وفد‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬اعترض‭ ‬سبيله‭ ‬وفد‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬التونسية‭ ‬هناك‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬يبذل‭ ‬مساعيه‭ ‬للتعريف‭ ‬بقضيته‭ ‬وإدانة‭ ‬فرنسا‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العراقي‭ ‬الأصيل‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ضم‭ ‬الوفد‭ ‬التونسي‭ ‬إلى‭ ‬الوفد‭ ‬العراقي،‭ ‬والعراق‭ ‬بلد‭ ‬مؤسس‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬سنة‭ ‬1945،‭ ‬وهكذا‭ ‬تفاجأ‭ ‬المستعمرون‭ ‬الفرنسيون‭ ‬بأصوات‭ ‬تدينهم‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ظنوه‭ ‬آمنا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭. ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬فقيد‭ ‬العروبة‭ ‬والإسلام‭ ‬الوزير‭ ‬والمفكر‭ ‬والكاتب‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬الجمالي‭ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.