محمد صالح صدقيان: على أعتاب السنة الجديدة
محمد صالح صدقيان
لم يكن بودي، ولا بخاطري، الإنتماء الى جماعة المنجّمين او المتكهنين الذين ينتظرهم عباد الله مطلع السنة الجديدة، ليعرفوا مصائرهم ومصائر بلدانهم، خصوصاً تلك التي ما إن تخرج من أزمة إلا ووقعت في اخرى؛ الا ان الواقع لا يتحدث الا عن سنة صعبة مليئة بالمشاكل والازمات على خلفية « جائحة كورونا »، التي ضربت المجتمع البشري، ولم ينجُ منها الا ما رحم ربي.
هذه الجائحة جعلت الجميع امام مسؤوليات جديدة، تقع في مقدمتها الازمة الاقتصادية المتأثرة من تداعياتها التي أولدت ارقام مخفية في تدهور القطاعات الاقتصادية بمختلف مرافقها، حيث تتحدث المعلومات عن ازمة اقتصادية فعلية تواجه المجتمعات في النصف الثاني من العام الجديد 2021.
ما اكتبه ليس من باب التكهنات ولا من باب التنجيم، وانما من واقع التطورات التي شهدها المجتمع الدولي عام 2020، وما كُتب من دراسات وبحوث بشأن القضايا الساخنة التي يمرّ بها العالم في العام الجديد 2021.
العالم ينظر بشغف للعلاقات الامريكية الصينية خصوصاً في اطار المُتغيّر الجديد الذي اوصل المرشح الديمقراطي جو بايدن الى البيت الابيض، حيث تُشير التوقعات الى مرحلة تحسن في هذه العلاقات مع ارتفاع في مستوى النمو في الاقتصاد الصيني من جراء ازدهار الاستثمارات الدولية في هذا البلد الذي شهد نمواً اقتصادياً خلال عام 2020 بنسبة 5 بالمئة على خلاف اقتصاديات الدول الصناعية الكبرى التي شهدت نمواً سلبياً بنسبة 3 بالمئة؛ بمعنى آخر وجود فارق مخيف يبلغ 8 بالمئة، وهذا ما سيُرهق الاقتصاديات العالمية لصالح الاقتصاد الصيني الذي يطير بجناحين؛ جناح صعود الاقتصاد؛ والاخر بسقوط الرئيس ترامب. الحكومة الامريكية الجديدة ستحمل معها لعنة الرئيس السابق دونالد ترامب؛ فالاقتصاد منهك، والمرافق الاقتصادية متوقفة، مع وضع داخلي لا يحسد عليه جراء الاجراءات التي اقدم عليها الرئيس ترامب وفريقه الرئاسي وجمهوره المتواجد في الشارع للانتقام من الرئيس المنتخب.
هذه التوقعات تُشير الى حالات من الفوضى الامنية التي تعمّ الشارع في أكثر من ولاية، وصدامات مسلحة ربما تُهيّء لحرب أهلية تدعو فيها بعض الولايات للمطالبة بالانفصال والاستقلال. في الجانب الاقتصادي تسعى الحكومة الامريكية بما تتمتع من اقتصاد قوي لمؤسسات المال والاعمال؛ وقدرة على طبع الدولار دون غطاء او اجراءات قانونية دولية للهيمنة على السوق النقدية العالمية. لكن ذلك لا يمنع تحرك عدد من زعماء العالم من اجل تحقيق اقتصاديات قوية بعيداً عن هيمنة الدولار.
الشرق الاوسط ؛ سوف يشهد حالة من الهدوء لنية الادارة الامريكية الجديدة استخدام « القوة الناعمة»، من اجل إجراء حوار مع البلدان « المتمردة» على النظام العالمي، وفتح قنوات للعودة الى الاتفاق النووي، مع اجراء سلسلة مفاوضات بشان الأمن الاقليمي والعلاقات البينية مع دول الاقليم. تبقى « جائحة كورونا » قضية القضايا التي ابتلي بها المجتمع العالمي. فالتوقعات تشير الى خروج هذه الجائحة وانتهائها لتدخل لنا جائحة اخرى ربما اقوى منها، وإن العام 2021 سيشهد وباءً من نوع جديد.
ان «جائحة كورونا» سوف تُجبر سكان الارض تناول اللقاح ويجب مراقبة ماذا يريد الوباء الجديد من سكان الارض. مؤخراً قال العلماء الامريكيون انهم اكتشفوا فايروس جديد أخطر وأذكى من « كوفيد 19». ويسود الاعتقاد بأن المجتمع الدولي سيتعايش مع فايروسات وأوبئة جديدة مثل «كوفيد 20» و «كوفيد 21».
وما شاهدناه من افلام متعددة عن زرع شرائح ألكترونية في جسم الانسان، سيصبح حقيقة واقعة. وسيرضخ الانسان في نهاية المطاف الى تناول اللقاحات التي تزرع الشرائح في داخل جسمه للسيطرة على ضربات القلب، وقياس مستوى السكر في الدم، وقياس درجة الضغط وهكذا. وسيقتنع بأن زرع هذه الشرائح يخدم عملية العلاج ايضا. البعض يعتقد بأن زرع الشرائح في جسم الانسان، يدخل في اطار «نظرية المؤامرة»، ولا وجود علمياً لها؛ لكن الكثيرين يعتقدون بأنه مشروع حقيقي سيبدأ العمل به في العام 2021. البشرية أضحت تخاف من الموت الذي تراه بعينها صباح مساء.
وفي حال الاوضاع الطبيعية، فإن الانسان يرفض زرع الشريحة في جسمه. لكن الوباء سيجعله يقتنع بضرورة تلقّي اللقاح مهما كان. نتذكر عند شيوع «كوفيد 19» ، كان المرضى يُنقلون للمستشفيات بسيارات الاسعاف.. لكنهم الان يذهبون بأرجلهم ، وإن الاطباء الذين كانوا يستقبلون المرضى كانوا يرتدون ملابس كرواد الفضاء.. لكنهم اليوم يستقبلون المرضى بشكل طبيعي. حتى ان المصابين يُطلب منهم الرجوع الى بيوتهم، ويراجعون المستشفى بعد اسبوعين ، او مراجعتها في حال تدهور حالتهم الصحية. العالم على موعد جديد مع ظروف جديدة، وسيكون مختلفاً بعد « جائحة كورونا » عما قبلها. هكذا يقول علماء الأوبئة. أتمنى أن لا يكون هذا الكلام صحيحاً.