د.عبد الأمير زاهد: الحرب على التعددية الدينية.. وليد إسماعيل انموذجا
بعد ان استغل الامريكان منظمة القاعدة لحرب السوفيت في أفغانستان فترة الثمانينات وبتحالف سعودي اماراتي ودعم عسكري واعلامي ولوجستي تصرف ابن لادن تصرفا غير محسوب مع أمريكا في ضربة مانهاتن كما تصرف صدام مع الامريكان والانجليز بالكويت وحصلت الحرب على التطرف التكفيري لتاديبه واعادته لحضيرة الطاعة ثم جاءت حرب العراق 2003 ثم إدارة ما سمي بالربيع العربي اذ بعد التاديب الأمريكي لابن لادن صارت الاستراتيجية الامريكية تمهد للقوى الإسلامية الأصولية ان تستلم الحكم فكانت المخططات في مصر وتونس وسوريا تتجه لحكم الاخوان المسلمين وكانت داعش تتحرك في العراق والقاعدة في اليمن لصناعة الحزام الاصولي المتطرف والتكفيري الذي يطوق ايران لاجبارها على قبول اتفاقية فيينا بشان الإنتاج النووي ولهذا الهدف اذرع منها تعميق الانقسامات المذهبية في العالم العربي لكسر التفاهم الفلسطيني السني مع حزب الله الشيعي المتلازم في تهديد الامن الإسرائيلي وتطبيقا لسيناريو كيسنجر بان العالم الإسلامي صار مهيئا لحرب طائفية طويلة الأمد مثل حرب الكاثوليك على البروتستانت وان يستمر القتال بين الشيعة والسنة قرن كامل فتكون كل ثروات المنطقة في الجيب الأمريكي وتقمع كل الجماعات التحررية والمقاومة لإسرائيل وتحطم القوة الإيرانية وتبقى المنطقة فقيرة ومحطمة وتابعة تسلم مقدراتها الجيو جغرافية للغرب.
غير ان هذا المخطط لم يسير بلا معوقات وردود وتحالفات إيرانية سورية فلسطينية لبنانية من جهة وايرانية صينية وروسية من جهة أخرى ثم جاء فشل الإسلاميين في إدارة الحكم في مصر وتونس وليبيا وفشل تجربتهم في العراق وانتصار بشار الأسد بموازرة ايران وروسية فعرقلت هذه الوقائع مخطط التركيع فكانت الإدارة الامريكية واذرعها السعودية والامارات مضطرة الى استعمال حرب التجويع واسقاط العملة بالحصارات وسحب الأرصدة المالية فانهار الاقتصاد السوري واللبناني والى حد ما الاقتصاد الإيراني لتحريض الشعوب على حكام هذه البلدان.
لكن اخراج الجماعات التكفيرية والمتعصبين من جحورهم كان احدى معطيات هذا السيناريو فظهرت جماعات منظمة دعوية تبشيرية تقاوم انتشار التشيع وجماعات مسلحة تزلزل الامن الاجتماعي في سوريا والعراق وبعد سنة 2017 وسقوط الرهان على داعش بالعراق والتكفيريين في سوريا نشطت الجماعات المناط بها النفخ في نار الفتنة بين السنة والصوفية من جهة والسنة والشيعة من جهة أخرى كتمهيد لسيناريو كيسنجر وكانت مصر زمن السيسي محطة لهذه الجماعات وفي تونس والجزائر والمغرب والسعودية وباكستان قامت منظمات مدعومة سعوديا لايقاف الانتشار الشيعي وكنموذج لذلك منظمة انشات في مصر اسمت نفسها تحالف الدفاع عن الصحابة والال عام 2012 وظيفتها شيطنة الصوفية والشيعة والاقباط بمصر والليبراليين وكان موسسها متعصب اسمه وليد إسماعيل الذي تم تمويله بشكل كبير واسست له قناة فضائية اسموها فضائية الصحب والال وقد ذكرت صحيفة البوابة المصرية ان القناة ممولة من رجال اعمال سعوديين وان الحزب السلفي داعم ماليا للقناة.
وقنوات في اليوتيوب للردود لتشويه لفكر الشيعة وقد غرر بعدد من الشباب وخدعهم بان من يقتل مسيحيا او متصوفا او شيعيا يدخل الجنة ودعاهم الى مبايعة البغدادي وهو الذي حرضهم على تنظيم جماعة مسلحة حاصرت حسن شحاتة وقتله مع شقيقه ثم التمثيل به وسحله الى مدخل القرية وفي غضون أسابيع من التاسيس انتشرت مقرات تنظيمه الإرهابي كما انتشرت كتب تحريضية تهدد السلم الأهلي بمصر وقد اعلن انه يدافع عن الهوية السنية لمصر ويركز على محاربة النشيع وحرمان الاقباط من حقوق المواطنة ويحارب الليبرالية ولكن الهدف الأساس لهذا محاربة التشيع الذي بدا ينتشر في مصر وشمال افريقيا وهنا تقول صحيفة البوابة ان السعودية طلبت منهم الا تقام حسينية في مصرولو تطلب ذلك استعمال القوة والعنف المنظم وقد تسلل الى الامن المصري لمنع دخول الشيعة لمصر واتفق أيضا مشاركتهم في مداهماتهم ما اسموه بالبؤرالشيعية واستعان بالمتعصبين في جهاز الامن المصري بمهاجمة الجماعات الصوفية واتهمهم بانهم ينشرون التشيع وقد اعلن:
- على أصحابه قتل أي شخص يعلن تشيعه
- التصدي لمن يحيي احتفالات شيعية في مسجد الحسين بالقاهرة ومحاصرة المسجد بجماعاته ومنع أي مظاهر شيعية
- مهاجمة المكتبات ومعارض الكتاب التي تعرض كتبا شيعية
- اعلان ان الشيعة أعداء الإسلام واعداء الصحابة فحرم التعامل معهم ومجالستهم ومصاهرتهم
- تأسيس خلايا تجسسية ترصد من يتشيع وتحدد تواجده تمهيدا لقتله
- التصدي لبناء كنائس بمصر ورصد المسيحيين ومنعهم من ممارسة شعائرهم لمواجهة ما اسموه بالتبشير المسيحي
- نشر جماعات سلفية تثقف ضد الصوفية والمسيحيين والشيعه في أماكن تواجدهم وتحرض الناس ضدهم
- التصدي لبناء تكيات صوفية وتكفير الفكر الصوفي
- الإشادة بافعال داعش وتاسيس جماعات ( خيرية ) في الظاهر وداعشية في الحقيقة لتلقي المال من المتبرعين
- تأسيس جماعات لجمع الأموال بوسائل شتى لتمويل نشاطاتهم
لقد ظهر في منصات وليد إسماعيل هجوم على كمال هلباوي وقد اخرجه من اهل السنة واعتبره شيعيا لمجرد انه زار ايران – فهو يمانع التطبيع مع ايران ويرفض عودة العلاقات معها ويمنع دخول الإيرانيين كسواح.
وتحالف مع حزب النور السلفي برئاسة احمد فريد لتقوية الجناح الإرهابي المتعصب وتحقيق الأهداف السياسية.
ان المتابع لهذه الجماعات يجد:
- انهم لم يذكروا الكيان الصهيوني بكلمة واحدة
- انهم عبدة نصوص اكثرها ضعيف او موضوع
- انهم احفاد البربهاري المتعصب في القرن الرابع الهجري
- انه من المتعلمين للفكر الديني بشكل سطحي
- يتقن المغالطات والتاويل السقيم
- تجري على لسانه كلمات بذيئة وغير لائقة باهل العلم
- انه داخل في هدنة مع الاخوان المسلمين بمصر
- ان وجوده ونشاطه يتعارض مع الدستور المصري الذي يكفل حرية العقيدة والتعبير عن الراي
- ويهدد الامن الاجتماعي المصري باثارة الفتن وإشاعة فكر الكراهية المقيت
- انه يعتاش على جهل بعض الناس بحقائق الدين كما يعتاش على بسطاء الشيعة الذين لا يقوون على رد مغالطاته واغلبهم من شبابنا بالعراق فيبدو منتصرا عليهم ومسفها للفكر الشيعي لذلك أتمنى ان ننبه شبابنا بان يقاطعوه وينفرد به المحيطون بالمعرفة الدينية كما اود ان ينتبه المتطرفون من شيعة لندن بان شتم الصحابة وام المؤمنين يغذي هذه الجماعات ويمنحها مبرر لوجودها وتضليلها الناس.
وادعو الى تأسيس قنوات تواصل او فضائية تتولى عرض المشتركات وفضح الاحابيل وتقوية الاواصر بين المسلمين ومناشدة الازهر الشريف الذي يخاصمه هولاء بان يأخذ دوره الوسطي المعتدل.
كما اود ان تتاسس منظمات ثقافية تضم المتصوفة واتباع ال البيت والذين يومنون بالتعايش من المسيحيين لمواجهة جماعات الفتنة الماجورين وفضح مخططاتهم.