28 ديسمبر 2024

د.خالد شوكات: الشاذلي القليبي.. رموز الإصلاح والثقافة في جحيم السياسة

د.خالد شوكات

لم‭ ‬يسر‭ ‬وراء‭ ‬نعشه‭ ‬إلا‭ ‬نفر‭ ‬قليل،‭ ‬ذلك‭ ‬قدر‭ ‬المصلحين،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يردﱠ‭ ‬السبب‭ ‬لمكر‭ ‬الإنسان‭ ‬وقدرته‭ ‬العجيبة‭ ‬على‭ ‬نكران‭ ‬الجميل،‭ ‬فإن‭ ‬الطبيعة‭ ‬قد‭ ‬تتكفل‭ ‬بالأمر‭ ‬ذاته،‭ ‬إذ‭ ‬صادف‭ ‬أن‭ ‬التحق‭ ‬الأستاذ‭ ‬الشاذلي‭ ‬القليبي‭ ‬بالرفيق‭ ‬الأعلى،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وقدﱠس‭ ‬سرﱠه‭ ‬يوم‭ ‬13‭ ‬مايو‭/‬أيار‭ ‬2020،‭ ‬وتونس‭ ‬في‭ ‬غمرة‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬العام‭ ‬جرﱠاء‭ ‬وباء‭ ‬الكورونا‭ ‬اللعين،‭ ‬فلم‭ ‬يتمكن‭ ‬أحبابه‭ ‬وأصدقاؤه‭ ‬في‭ ‬وطنه‭ ‬وسائر‭ ‬أرجاء‭ ‬بلاد‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بالواجب‭ ‬إزاءه،‭ ‬وجاء‭ ‬موكبه‭ ‬حزينا‭ ‬اقتصر‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬محدود‭ ‬من‭ ‬أهله‭ ‬وأقاربه،‭ ‬وليس‭ ‬ذلك‭ ‬حتما‭ ‬من‭ ‬مقام‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الرمز،‭ ‬الذي‭ ‬وهب‭ ‬حياته‭ ‬خدمة‭ ‬للثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والعربية،‭ ‬ولقضايا‭ ‬أمته‭ ‬العادلة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬العرب،‭ ‬لم‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬استقالتها‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬العدوان‭ ‬الامبريالي‭ ‬على‭ ‬كرامتها،‭ ‬فالشاذلي‭ ‬القليبي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أمينا‭ ‬عاما‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭/‬أيلول‭ ‬1990،‭ ‬قدﱠر‭ ‬أن‭ ‬عليه‭ ‬المغادرة‭ ‬لأن‭ ‬المنصب‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬فيه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬قناعاته‭ ‬وما‭ ‬عرف‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬طيلة‭ ‬اضطلاعه‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬العربية‭ ‬الأولى‭ ‬لفترة‭ ‬جاوزت‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭.‬

يعد‭ ‬الشاذلي‭ ‬القليبي‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬سبتمبر‭ ‬1925،‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬أبناء‭ ‬الجيل‭ ‬القيادي‭ ‬الذي‭ ‬تربى‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الزعيم‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‭ ‬مباشرة،‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الاستثنائي‭ ‬الذي‭ ‬ضمﱠ‭ ‬أسماء‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬السياسة‭ ‬والثقافة،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬محمد‭ ‬مزالي‭ ‬والباجي‭ ‬قائد‭ ‬السبسي‭ ‬وأحمد‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬وأحمد‭ ‬المستيري‭ ‬وغيرهم،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بناة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬المستقلة،‭ ‬وقد‭ ‬أسندت‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬مسؤولية‭ ‬مباشرة‭ ‬إبان‭ ‬استقلال‭ ‬البلاد،‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬بعد،‭ ‬وقد‭ ‬نجح‭ ‬جميعهم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أجلﱠ‭ ‬الخدمات‭ ‬لبلادهم،‭ ‬ونسب‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬منجز‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬سيخلد‭ ‬لاحقا‭ ‬اسمه،‭ ‬وكان‭ ‬نصيب‭ ‬الشاذلي‭ ‬القليبي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة،‭ ‬ففضلا‭ ‬عن‭ ‬التأسيس‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬الوزير‭ ‬الذي‭ ‬شغل‭ ‬إدارتها‭ ‬العليا‭ ‬عدة‭ ‬المرات‭ ‬ولفترات‭ ‬متفاوتة‭ ‬تجعله‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عمﱠر‭ ‬كرسيها،‭ ‬وهو‭ ‬حقيق‭ ‬بها‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

مارس‭ ‬الشاذلي‭ ‬القليبي‭ ‬المسؤولية‭ ‬السياسية‭ ‬بروح‭ ‬المثقف،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬سياسيا‭ ‬عابرا‭ ‬جاء‭ ‬بالصدفة‭ ‬إلى‭ ‬موقعه،‭ ‬ولا‭ ‬سياسيا‭ ‬تافها‭ ‬شغل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوزارية‭ ‬بتملقه‭ ‬وتزلفه‭ ‬لمن‭ ‬بيده‭ ‬مقاليد‭ ‬الأمور‭. ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬صقور‭ ‬الحزب‭ ‬الدستوري‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬القرار‭ ‬الأولى‭ ‬المقرﱠبة‭ ‬من‭ ‬الزعيم‭ ‬التي‭ ‬تصوغ‭ ‬سياسات‭ ‬الدولة‭ ‬الكبرى‭ ‬وتوجهاتها،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال‭ ‬رجلا‭ ‬صاحب‭ ‬التزام‭ ‬أخلاقي‭ ‬صارم،‭ ‬مثقفا‭ ‬وكاتبا‭ ‬أصيلا‭ ‬ومتواضعا‭ ‬صاحب‭ ‬مشروع‭ ‬ثقافي‭ ‬واضح‭ ‬المعالم،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أشد‭ ‬خصومه‭ ‬وكارهيه‭ ‬ينكر‭ ‬عليه‭ ‬هذا‭ ‬السمت‭ ‬أو‭ ‬يجحده‭ ‬هذه‭ ‬السيرة‭ ‬الطيبة‭ ‬المليئة‭ ‬بالانجازات‭ ‬والتتويجات‭ ‬والتكريمات،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬أمته‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج،‭ ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وبالقاهرة،‭ ‬والحاصل‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬أوسمة‭ ‬دولته‭ ‬الفخرية‭.‬

كان‭ ‬الشاذلي‭ ‬القليبي،‭ ‬كدأب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬جيله،‭ ‬مصرﱠا‭ ‬طيلة‭ ‬حياته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تشغله‭ ‬المسؤولية‭ ‬السياسية‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬دوره‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬والتفكير‭ ‬والتنظير،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬تواتر‭ ‬عنه‭ ‬متمسكا‭ ‬بصفته‭ ‬ك‭”‬كاتب‭” ‬أولا،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وزيرا‭ ‬أو‭ ‬ديبلوماسيا‭ ‬كبيرا‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أمينا‭ ‬عاما‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭. ‬لقد‭ ‬استمر‭ ‬سي‭ ‬الشاذلي‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والنشر‭ ‬والتدوين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فارقته‭ ‬المنية‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬مؤمنا‭ ‬بما‭ ‬آمن‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تأثﱠر‭ ‬بهم‭ ‬على‭ ‬مرﱠ‭ ‬القرون،‭ ‬من‭ ‬ابن‭ ‬خلدون‭ ‬إلى‭ ‬بورقيبة،‭ ‬أن‭ ‬المرء‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬أثرا‭ ‬من‭ ‬بعده،‭ ‬وأن‭ ‬الإنسان‭ ‬يموت‭ ‬وتبقى‭ ‬كلماته‭ ‬المكتوبة‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬موته‭ ‬شاهدا‭ ‬لا‭ ‬يموت‭. ‬

لقد‭ ‬ترك‭ ‬الشاذلي‭ ‬القليبي‭ ‬للمكتبة‭ ‬التونسية‭ ‬والعربية‭ ‬عديد‭ ‬المؤلفات،‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬الإشكالية‭ ‬والمعاصرة،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الوطن‭ ‬والدين،‭ ‬والعروبة‭ ‬والإسلام،‭ ‬وفلسطين،‭ ‬والعلاقات‭ ‬البينية‭ ‬العربية‭ ‬العربية،‭ ‬ووحدة‭ ‬الأمة،‭ ‬والنهوض‭ ‬والتقدم‭ ‬والتنمية‭ ‬الإقتصادية،‭ ‬والحوار‭ ‬العربي‭ ‬الأفريقي،‭ ‬والمتغيرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬ومشكلات‭ ‬المرأة‭ ‬والأقليات‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وكانت‭ ‬كتاباته‭ ‬تتسم‭ ‬بقدر‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الجرأة‭ ‬والنقد‭ ‬والتجديد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أوقعه‭ ‬أحيانا‭ ‬في‭ ‬مطبﱠات‭ ‬ومشاكل‭ ‬بحكم‭ ‬موقعه‭ ‬السياسي،‭ ‬وخصوصا‭ ‬منصبه‭ ‬كأمين‭ ‬عام‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬بهذه‭ ‬السيرة‭ ‬مخلصا‭ ‬لروح‭ ‬مدرسته‭ ‬التونسية‭ ‬الخلدونية‭ ‬والإصلاحية،‭ ‬مثقفا‭ ‬ألقي‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬جحيم‭ ‬السياسة‭. ‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬ينكر‭ ‬اليوم،‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬العقد‭ ‬الأكثر‭ ‬بؤسا‭ ‬وشقاء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تقلﱠب‭ ‬العلاقات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وهول‭ ‬التحولات‭ ‬الدولية‭. ‬لقد‭ ‬حملت‭ ‬الثمانيات‭ ‬في‭ ‬رحمها‭ ‬نذر‭ ‬انهيار‭ ‬عالم‭ ‬وولادة‭ ‬عالم‭ ‬جديد،‭ ‬حيث‭ ‬ستنهار‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬الفريد‭ ‬المنظومة‭ ‬ثنائية‭ ‬الأقطاب،‭ ‬لتتبلور‭ ‬منظومة‭ ‬تقودها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬مطلع‭ ‬التسعينات،‭ ‬ستعلن‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬بالحرب‭ ‬المشنﱠة‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬بعد‭ ‬تحرير‭ ‬الكويت،‭ ‬وستتأكد‭ ‬بفرض‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الهام‭ ‬الذي‭ ‬سيدفع‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬اللاحقة‭ ‬غاليا‭ ‬ثمن‭ ‬مغامرات‭ ‬رئيسه‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬وحروبه‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تنتهي‭ ‬حتى‭ ‬برحيله‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا،‭ ‬وقد‭ ‬تولى‭ ‬الشاذلي‭ ‬القليبي‭ ‬مسؤوليته‭ ‬العربية‭ ‬السامية‭ ‬بين‭ ‬دمارين‭ ‬تعرضت‭ ‬لهما‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬الأول‭ ‬عندما‭ ‬قرر‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬محمد‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬السير‭ ‬وحيدا‭ ‬وتوقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬اسرائيل،‭ ‬والثاني‭ ‬عندما‭ ‬غزا‭ ‬الديكتاتور‭ ‬العراقي‭ ‬جارته‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬شائنة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬للعرب‭ ‬أن‭ ‬شهدوها‭ ‬منذ‭ ‬نكبة‭ ‬فلسطين‭ ‬سنة‭ ‬1948،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬وجد‭ ‬الرجل‭ ‬نفسه‭ ‬يلاحق‭ ‬محن‭ ‬العرب‭ ‬الأقسى،‭ ‬حتى‭ ‬أعلن‭ ‬عدم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬المواصلة،‭ ‬وغادر‭ ‬وفي‭ ‬قلبه‭ ‬حرقة‭ ‬على‭ ‬أمته‭. ‬

لقد‭ ‬شكﱠل‭ ‬الراحل‭ ‬عبرة‭ ‬حياته‭ ‬الحافلة‭ ‬بالأحداث،‭ ‬منذ‭ ‬ولادته‭ ‬بين‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين،‭ ‬وحتى‭ ‬إدراكه‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثالثة،‭ ‬حرب‭ ‬الكورونا،‭ ‬حالة‭ ‬نموذجية‭ ‬لمثقف‭ ‬مصلح‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تحرر‭ ‬بلده‭ ‬من‭ ‬المستعمر،‭ ‬وبناء‭ ‬دولته‭ ‬الوطنية‭ ‬المستقلة،‭ ‬وتقلب‭ ‬أنظمته‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الحاكم‭ ‬الأوحد‭ ‬والحزب‭ ‬الوحيد‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬ديمقراطي‭ ‬ناشئ‭ ‬يتلمس‭ ‬خطاه‭ ‬بصعوبة،‭ ‬وفي‭ ‬جحيم‭ ‬السياسة‭ ‬يناضل‭ ‬ذوو‭ ‬المرجعية‭ ‬الفكرية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬الصلبة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تجرفهم‭ ‬رياح‭ ‬السموم‭ ‬السياسية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تربوا‭ ‬عليها،‭ ‬فتراهم‭ ‬كمن‭ ‬يمسك‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬جمرة،‭ ‬يقبضون‭ ‬على‭ ‬حقائق‭ ‬الوطن‭ ‬يخشون‭ ‬ضياعها‭..‬رحم‭ ‬الله‭ ‬سي‭ ‬الشاذلي،‭ ‬ورحم‭ ‬جميع‭ ‬المصلحين‭ ‬والبناة.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.