6 يناير 2025

تطور الدولة المدنية في الجمهورية التشيكية

1 min read

ماريا‭ ‬الحافظ‭      

باحثة‭ ‬من‭ ‬الجمهورية‭ ‬التشيكية

‭ ‬تم‭ ‬انشاء‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬الجمهورية‭ ‬التشيكية‭ ‬جزء‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1993‭ ‬عام‭ ‬1918‭ ‬بعد‭ ‬اندحار‭ ‬وتفكك‭ ‬الامبراطورية‭ ‬النمساوية‭-‬الهنكارية‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الاولى‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزء‭ ‬مما‭ ‬عرف‭ ‬بدول‭ ‬السد‭ ‬والتي‭ ‬اقيمت‭ ‬بمبادرة‭ ‬الدول‭ ‬الاوربية‭ ‬الغربية‭ ‬بالضد‭ ‬من‭ ‬الثورة‭ ‬البلشفية‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬وضد‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفياتي‭ ‬الذي‭ ‬اقيم‭ ‬لاحقا‭ ‬وعدى‭ ‬جمهورية‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬يمكن‭ ‬اضافة‭ ‬بولونيا،المجر،رومانيا‭ ‬وبلغارية‭.‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬تشكلت‭ ‬من‭ ‬لغتين‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬كونهما‭ ‬متقاربتين‭ ‬جدا‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬قومييتين‭ ‬هما‭ ‬التشيك‭ ‬والسلوفاك

كلى‭ ‬القومتين‭ ‬ناضلتا‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والمساوات‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬القومية‭ ‬امام‭ ‬الامبراطورية‭ ‬النمساوية‭-‬الهنكارية،والتي‭ ‬كانت‭ ‬لغتها‭ ‬الرسمية‭ ‬الوحيدة‭ ‬هي‭ ‬الالمانية‭ ‬وكل‭ ‬القرارات‭ ‬بحق‭ ‬التشيك‭ ‬والسلوفاك‭ ‬قررت‭ ‬حسب‭ ‬مصالح‭ ‬الامبراطورية،وزعماء‭ ‬وقادة‭ ‬هذا‭ ‬النضال،وخاصة‭ ‬منهم‭ ‬توماش‭ ‬كيرك‭ ‬مساريك،برفسور‭ ‬علم‭ ‬الفلسفة‭ ‬واول‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬المستقلة،والتي‭ ‬انشئت‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬وبمساعدة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،فرض‭ ‬موديل‭ ‬اليمقراطية‭ ‬الامركية‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬ملهما‭ ‬آنذاك‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الدولة‭ ‬الجديدة،والتي‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬دستور‭ ‬حسب‭ ‬مبادئ‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬المساوات‭ ‬امام‭ ‬القانون‭ ‬وحرية‭ ‬الرأى،حق‭ ‬التجمع‭ ‬والانتخاب،الحق‭ ‬في‭ ‬التعليم،مساوات‭ ‬جميع‭ ‬الكيانات‭ ‬القوميةبما‭ ‬فيها‭ ‬الاقليات‭ ‬لقد‭ ‬اخذ‭ ‬بهذه‭ ‬المبادئ‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬معين‭ ‬باستثناء،‭ ‬المساوات‭ ‬بين‭ ‬القوميات‭ .‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬متعددت‭ ‬القوميات‭(‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬التشيك‭ ‬والسلوفاك‭ ‬عاش‭ ‬هناك‭ ‬اقلية‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬الالمان،روس‭ ‬وروثانين‭ ‬واقلية‭ ‬من‭ ‬المجر‭ ‬والبولون‭)‬وجميع‭ ‬الاقليات‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬الحق‭ ‬المتساوي‭ ‬للتمثيل‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬فأن‭ ‬السياسين‭ ‬آنذاك‭ ‬بدأو‭ ‬يفرضون‭ ‬فكرة‭ ‬الشعب‭ ‬التشكوسلوفاكي،وهذا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يعجب‭ ‬خاصة‭ ‬السلوفاكين‭ ‬والذين‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬الامبراطورية‭ ‬النمساوية‭-‬الهنكارية‭ ‬جزء‭ ‬مما‭ ‬عرف‭ ‬هنكاريا‭ (‬جزء‭ ‬مستقل‭ ‬من‭ ‬الامبراطورية‭ ‬يتكون‭ ‬بالاساس‭ ‬من‭ ‬المجر‭ ‬المعاصرة‭) ‬ولذلك‭ ‬كانو‭ ‬تحت‭ ‬اضطهاد‭ ‬الامبراطورية‭ ‬والمجرين‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬حقوقهم‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬منصوص‭ ‬عليها‭ ‬ولكن‭ ‬الشعور‭ ‬بالضغط‭ ‬كان‭ ‬مستمرا‭.‬المشكلة‭ ‬الاخرى‭ ‬كانت‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬ارتياح‭ ‬التشيك‭ ‬والسلوفاك‭ ‬تجاه‭ ‬الالمان،‭ ‬وكانت‭ ‬الغالبية‭ ‬قد‭ ‬سكنت‭ ‬ومنذ‭ ‬القرن‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬غير‭ ‬المأهولة،خاصة‭ ‬المناطق‭ ‬الحدودية‭ ‬للتشيك‭ ‬والسلوفاك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬السادة‭ ‬آنذاك‭ ‬وخلال‭ ‬الامبراطورية‭ ‬النمساوية–الهنكارية‭ ‬اصبحوا‭ ‬طبقة‭ ‬مفضلة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬وظائف‭ ‬الدولة‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الالمان‭ ‬اعتبروا‭ ‬التشيك‭ ‬والسلوفاك‭ ‬مواطنين‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬ادنى‭ ‬فلاحين‭ ‬وخدم‭.‬وفي‭ ‬خلال‭ ‬الجمهورية‭ ‬التشكوسلوفاكية‭ ‬كان‭ ‬للالمان‭ ‬حقوق‭ ‬متساوية‭ ‬مع‭ ‬الاخرين‭ ‬ولكن‭ ‬عدم‭ ‬ارتياح‭ ‬الناس‭ ‬اليهم‭ ‬عموما‭ ‬كان‭ ‬مؤثرا‭.‬

‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬الارتياح‭ ‬ذاك‭ ‬ادى‭  ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الامر‭ ‬الى‭ ‬تفكك‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1938‭ ‬حيث‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬فرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬العضمى‭ ‬وفي‭ ‬اطار‭ ‬ماعرف‭ ‬باتفاقية‭ ‬ميونيخ‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬باعوا‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬لتشكوسلوفاكيا‭ ‬لهتلر‭ ‬مقابل‭ ‬وعد‭ ‬بانه‭ ‬لايبدا‭ ‬الحرب،وبذلك‭ ‬وضعوا‭ ‬الحكومة‭ ‬التشكوسلوفاكية‭ ‬امام‭ ‬الامر‭ ‬الواقع‭ ‬ولم‭ ‬يكونوا‭ ‬قد‭ ‬تفاوضوا‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬مسبقا‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬التشيكيوسلوفاكية‭ ‬لقد‭ ‬وطن‭ ‬في‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الالمان‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬آنذاك‭ ‬ازمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬حادة،وقد‭ ‬فضل‭ ‬آنذاك‭ ‬سكانهم‭ ‬الالمان‭ ‬الاستماع‭ ‬الى‭ ‬الدعاية‭ ‬النازية‭ ‬والتي‭ ‬وعدتهم‭ ‬بالرفاهية‭ ‬بعد‭ ‬الحاقهم‭ ‬بالالمانيا،وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬مكن‭ ‬هتلر‭ ‬من‭ ‬ازالة‭ ‬كل‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬وقفت‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬عام‭ ‬1939‭ .‬‭ ‬وفي‭ ‬سلوفاكيا‭ ‬حقق‭ ‬الامر‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬دعات‭ ‬الاستقلال،والذين‭ ‬خابت‭ ‬آمالهم‭ ‬بأن‭ ‬وقع‭ ‬سلوفاكيا‭ ‬بالكامل‭ ‬تحت‭ ‬سلطة‭ ‬المانيا‭. ‬وفي‭ ‬القسم‭ ‬التشكي‭ ‬تحول‭ ‬الى‭ ‬مايعرف‭ ‬الوصاية‭ ‬على‭ ‬التشيك‭ ‬ومورافيا‭.‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬الغاء‭ ‬كافة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وازاحة‭ ‬القيادات‭ ‬السياسية‭ ‬البارزة‭ ‬والمفكرين‭ ‬وجميع‭ ‬المثقفين‭ ‬واغلاق‭ ‬الجامعات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،قتل‭ ‬اليهود‭ ‬والغجر‭ ‬في‭ ‬معسكرات‭ ‬الاعتقال،وسخرت‭ ‬الصناعة‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬المانيا‭ ‬،‭ ‬تصدير‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬المنتوج‭ ‬الزراعي‭ ‬الى‭ ‬المانيا‭ ‬وسوق‭ ‬جميع‭ ‬مواليد‭ ‬الشباب‭ ‬للعمل‭ ‬الالزامي‭ ‬في‭ ‬مصانع‭ ‬الاسلحة‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تجهيز‭ ‬الجبهات‭ ‬الالمانية‭ ‬بالاسلحة،وبالرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬فأن‭ ‬الالمان‭ ‬كانوا‭ ‬بمواجهة‭ ‬يومية‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬المسلحة،والذين‭ ‬يستشهد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬كل‭ ‬يوم‭.‬ومن‭ ‬عشرة‭ ‬ملايين‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬دفع‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬حياته‭ ‬ثمنا‭ ‬ابان‭ ‬الاحتلال‭ ‬النازي‭.‬

وبعد‭ ‬اتفاقية‭ ‬ميونيخ‭ ‬لم‭ ‬يبقى‭ ‬لدى‭ ‬ممثلي‭ ‬التشك‭ ‬اي‭ ‬احترام‭ ‬او‭ ‬ارتياح‭ ‬تجاه‭ ‬فرنسا‭ ‬وبريطانيا،والسياسين‭ ‬الذين‭ ‬استطاعوا‭ ‬الهرب‭ ‬قبل‭ ‬الاحتلال‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭ ‬بدأوا‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬الحماية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفياتي،والذي‭ ‬استطاع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬من‭ ‬تحرير‭ ‬غالبية‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬من‭ ‬النازيين‭ ‬و‭ ‬ولدت‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬حدودها‭ ‬القديمة،باستثناء‭ ‬روثينيا‭ ‬والتي‭ ‬احتلها‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفياتي‭ ‬والتي‭ ‬اصبحت‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬اوكرانيا‭.‬اما‭ ‬الالمان‭ ‬التشيك‭ ‬والذين‭ ‬تعاون‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬منهم‭ ‬مع‭ ‬النازية‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬وطن‭ ‬في‭ ‬الامبراطورية،كانوا‭ ‬وبالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفياتي‭ ‬قد‭ ‬اعيد‭ ‬توطينهم‭ ‬في‭ ‬المانيا‭.‬

التشكيلات‭ ‬السوفياتية‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬ودخل‭ ‬الى‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬التشكوسلوفاكي،والذي‭ ‬عرقل‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬نشاط‭ ‬بقية‭ ‬الاحزاب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بالاشارة‭ ‬الى‭ ‬توجهاتها‭ ‬الغربية‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭.‬في‭ ‬عام‭ ‬1946‭ ‬فاز‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬التشكوسلوفاكي‭ ‬الانتخابات‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬1948‭ ‬اسقطت‭ ‬الحكومة‭ ‬آنذاك‭ ‬واصبح‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬القوة‭ ‬القائدة‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬واقامة‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬حسب‭ ‬الموديل‭ ‬السوفياتي‭.‬وعنى‭ ‬ذلك‭ ‬تصفيةازالة‭ ‬جميع‭ ‬عناصر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتي‭ ‬بنتها‭ ‬الجمهورية‭ ‬الاولى‭_‬حرية‭ ‬الراي‭(‬عدى‭ ‬الصحف‭ ‬الشيوعية‭ ‬لم‭ ‬يسمح‭ ‬باصدار‭ ‬الصحف‭ ‬وكذلك‭ ‬عمل‭ ‬بنظام‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المطبوعات‭ ‬ومنعت‭ ‬حرية‭ ‬التظاهر،‭ ‬وجزء‭ ‬من‭ ‬الاحزاب‭ ‬منع‭ ‬من‭ ‬مزاولة‭ ‬النشاط‭ ‬وسمح‭ ‬فقط‭ ‬لااثنين‭ ‬من‭ ‬الاحزاب‭ ‬عبر‭ ‬مايسمى‭ ‬الجبهة‭ ‬الوطنية‭ ‬بقيادة‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬التشكوسلوفاكي‭ ‬ومنعوا‭ ‬من‭ ‬اي‭ ‬نشاط‭ ‬بدون‭ ‬موافقة‭ ‬الحزب‭ ‬وتحت‭ ‬قيادة‭ ‬الحزب‭ ‬كانت‭ ‬النقابات،‭ ‬جميع‭ ‬وسائل‭ ‬الانتاج،المصانع‭ ‬الورش‭ ‬الحرفية‭ ‬الصغيرة‭ ‬واممت‭ ‬جميع‭ ‬المتاجر‭ ‬الصغيرة،وارغم‭ ‬الفلاحين‭ ‬على‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬اراضيهم‭ ‬والانتماء‭ ‬الى‭ ‬التعاونيات،أن‭ ‬الافراد‭ ‬المالكين،اي‭ ‬ملكية‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬مالكي‭ ‬المصانع‭ ‬والبنوك‭ ‬ولكن‭ ‬ايضا‭ ‬الحرفيين‭ ‬والحرف‭ ‬البيتية‭ ‬الصغيرة،كانوا‭ ‬يعدون‭ ‬من‭ ‬المستغلين‭ ‬ولذلك‭ ‬صودرت‭ ‬ملكياتهم،وغالبا‭ ‬ماسرقت،بل‭ ‬انهم‭ ‬طردوا‭ ‬من‭ ‬بيوتهم‭ ‬او‭ ‬شققهم‭ ‬وارسلوا‭ ‬الى‭ ‬اعادة‭ ‬التربية‭ ‬أو‭ ‬الى‭ ‬المصانع‭ ‬او‭ ‬المناجم‭.‬اطفالهم‭ ‬حرموا‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬او‭ ‬العليا‭ ‬بسبب‭”‬الاصل‭ ‬الطبقي‭ ‬الردئ‭”‬،وقبل‭ ‬ان‭ ‬تحكم‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬المانيا‭ ‬والنمسا‭ ‬بواسطة‭ ‬الاسلاك‭ ‬الشائكة‭ ‬والمكهربة‭ ‬ومنع‭ ‬كلي‭ ‬للسفر‭ ‬للخارج،تمكن‭ ‬عشرات‭ ‬الالاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الملاحقين‭ ‬والغالبية‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬الناجحين‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭ ‬الى‭ ‬البلدان‭ ‬الاوربية‭ ‬الغربية،وبهذا‭ ‬فأن‭ ‬البلد‭ ‬فقدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬والخبراء‭ ‬والذين‭ ‬كانت‭ ‬الحاجة‭ ‬اليهم‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬مابعد‭ ‬الحرب،‭ ‬وفي‭ ‬مكانهم‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬وضع‭ ‬مناصري‭ ‬الحزب‭ ‬الغير‭ ‬مؤهلين،‭ ‬والذين‭ ‬اعدت‭ ‬لهم‭ ‬دورات‭ ‬سريعة‭ ‬لا‭ ‬تفي‭ ‬بالتخصصية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لاشغال‭ ‬هذه‭ ‬المناصب،وهذا‭ ‬ما‭ ‬ادى‭ ‬الى‭ ‬صعوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬اخرى‭.‬

كل‭ ‬تلك‭ ‬الظروف‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬للتطور‭ ‬الدولي‭ ‬خلال‭ ‬ال50‭ ‬عاما‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬السياسين‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيلتي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامركية‭ ‬استعدو‭ ‬لحرب‭ ‬عالمية‭ ‬اخرى‭ ‬ٍ‭ ‬والتي‭ ‬تحسم‭ ‬تنافسهم‭ ‬على‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬العالم‭.‬ونتيدجة‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يتساهل‭ ‬مع‭ ‬اي‭ ‬معارضة‭ ‬للسلطة،فقد‭ ‬كان‭ ‬يكفي‭ ‬اجتماع‭ ‬لاصدقاء‭ ‬والحديث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬الاصلاح‭. ‬في‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬حكم‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬الف‭ ‬واعدم‭ ‬نحو‭ ‬500‭ ‬شخص‭.‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬ستالين‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬الاساليب‭ ‬الدكتاتوريىة‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيانتي‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬بعض‭ ‬التخفيف‭ ‬والاصلاح،ولكن‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬بقي‭ ‬على‭ ‬حاله،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬بين‭ ‬الجماهير‭ ‬لازالوا‭ ‬يعتقدون‭ ‬بمبادئ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬كانو‭ ‬لايزالون‭ ‬مؤمنين‭ ‬بمستقبل‭ ‬الشيوعية‭.‬ولم‭ ‬يحاول‭ ‬اي‭ ‬احد‭ ‬عمليا‭ ‬من‭ ‬التغيير،وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فان‭ ‬ذلك‭ ‬الاصلاح‭ ‬وذلك‭ ‬التخفيف‭ ‬قمع‭ ‬بتدخل‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬السوفياتية‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬واستمر‭ ‬الاحتلال‭ ‬عشرون‭ ‬عاما‭.‬وبعد‭ ‬1968‭ ‬تجددت‭ ‬عمليات‭ ‬الملاحقة‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬تركزت‭ ‬على‭ ‬مصدر‭ ‬معيشة‭ ‬الناس‭.‬في‭ ‬اطار‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬التشكوسلوفاكي‭ ‬والذي‭ ‬كانت‭ ‬عضويته‭ ‬آنذاك‭ ‬تقدر‭ ‬بمليون‭ ‬ونصف‭ ‬المليون‭ ‬عضو‭ ‬اقيمت‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬العضوية‭ ‬وفي‭ ‬اي‭ ‬لحظة‭ ‬يعبر‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬الاستياء‭ ‬من‭ ‬الاحتلال،يفقد‭ ‬الشخص‭ ‬عضويته‭ ‬واذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عاملا‭ ‬او‭ ‬مزارعا،فأنه‭ ‬يفقد‭ ‬عمله‭ ‬ولايسمح‭ ‬لاطفاله‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬العليا‭(‬الجامعات‭).‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بقيت‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬المعارضة‭ ‬ضد‭ ‬الحكم‭ ‬الفردي‭ ‬والحزب‭ ‬الواحد‭ ‬وتجسد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المذكرة‭ ‬المعارضة‭ ‬لعام‭ ‬1977،حتى‭ ‬هذه‭ ‬المذكرة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬قلب‭ ‬النظام‭.‬وبين‭ ‬الناس‭ ‬اخذ‭ ‬الشعور‭ ‬يتزايد‭ ‬بعدم‭ ‬قدرة‭ ‬ومقدرةالطغمةالحاكمة‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬الحاجات‭ ‬الاساسية‭(‬السكن،التجهيز‭)‬وعلى‭ ‬الملاحقة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭.‬

ان‭ ‬فشل‭ ‬التخطيط‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬مجمل‭ ‬ماعرف‭ ‬بالمعسكر‭ ‬الاشتراكي‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬التطور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ادى‭ ‬وبشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬الى‭ ‬التدهور‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭. ‬لقد‭ ‬وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬السيء‭ ‬ظهر‭ ‬وعانى‭ ‬منه‭  ‬بالدرجة‭ ‬الاولى‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفياتي‭ ‬والذي‭ ‬ادى‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الامر‭ ‬الى‭ ‬ماعرف‭ ‬باعادة‭ ‬البناء‭ ‬والذي‭ ‬قادة‭ ‬الامين‭ ‬العام‭ ‬للحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفياتي‭ ‬ميخائيل‭ ‬غورباتشوف‭ ‬والذي‭ ‬اراد‭ ‬يحل‭ ‬تلك‭ ‬المبادئ‭(‬اعادة‭ ‬البناء‭” ‬البرسترويكا‭”)‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفياتي‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬منظومة‭ ‬الدول‭ ‬الاشتراكية،وحيث‭ ‬اصدم‭ ‬بمعارضة‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬السياسين‭ ‬آنذاك‭.‬بعض‭ ‬المحليين‭ ‬اشارو‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬احدى‭ ‬محاولاته‭ ‬الفاشلة‭ ‬ادت‭ ‬الى‭ ‬ولادة‭ ‬الانقلاب‭ ‬والذي‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬1989‭ ‬اثناءالوحشية‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬و‭ ‬قمع‭ ‬التظاهرة‭ ‬الطلابية‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬ضحايا‭ ‬النازية،والتي‭ ‬كانت‭ ‬مبادرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬اعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬المركزية‭ ‬للحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬التشكوسلوفاكي‭ ‬والذين‭ ‬كانوا‭ ‬يهدفون‭ ‬الى‭ ‬ازاحة‭ ‬القيادة‭ ‬آنذاك،تلك‭ ‬التظاهرات‭ ‬التي‭ ‬ادت‭ ‬الى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاضرابات‭ ‬العامة‭ ‬ومزيد‭ ‬من‭ ‬التظاهر،وقد‭ ‬رفض‭ ‬الجيش‭ ‬ان‭ ‬يتدخل‭ ‬او‭ ‬يقمع‭ ‬المظاهرات،كان‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬التشكوسلوفاكي‭ ‬ازاء‭ ‬الضغط‭ ‬الجماهري‭ ‬المستمرغير‭ ‬القابل‭ ‬للتفاوض‭ ‬ان‭ ‬يستيلوا‭ ‬واستلم‭ ‬الحكومة‭ ‬المعارضون‭ ‬للنظام‭ ‬بقيادة‭ ‬فاتسلاف‭ ‬هافل‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬صودق‭ ‬على‭ ‬دستور‭ ‬ديمقراطي،‭ ‬والذي‭ ‬اعادة‭ ‬تثبيت‭ ‬جميع‭ ‬مبادئ‭ ‬الجمهورية‭ ‬الاولى،والغيت‭ ‬قيادة‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬التشكوسلوفاكي،وظهرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاحزابالسياسية‭ ‬واقيمت‭ ‬الانتخابات‭ ‬الحرة،واصبح‭ ‬الناس‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬بحرية‭ ‬الى‭ ‬الخارج،‭ ‬وحسبت‭ ‬اقيام‭ ‬جميع‭ ‬مصانع‭ ‬الدولة‭ ‬وقسمت‭ ‬اقيامها‭ ‬الى‭ ‬سندات‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬يستطيعون‭ ‬شرائها‭ ‬باسعار‭ ‬رمزية‭.‬اما‭ ‬المصانع‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬فقد‭ ‬اخضعت‭ ‬للخصصة‭ ‬عبر‭ ‬مزادات‭ ‬علنية‭.‬

المشكلة‭ ‬كانت‭ ‬ان‭ ‬الرأسمالية‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬رأس‭ ‬المال،والذي‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬تواجده‭ ‬في‭ ‬حوزة‭ ‬المواطنين‭.‬ابان‭ ‬الاشتراكية‭ ‬لم‭ ‬بالامكان‭ ‬الكسب‭ ‬بل‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تجميعه،عدى‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬الفاخرة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬امكانية‭ ‬استثمارها،شراء‭ ‬بيت‭ ‬مستقل‭ ‬كان‭ ‬مسموحا‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬الجمعيات‭ ‬التعاونية،الشقق‭ ‬السكنية‭ ‬التعاونية‭ ‬كانت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ( ‬مدة‭ ‬الانتضار‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الشقة‭ ‬كان‭ ‬20‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬الشئ‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬الاستثمار‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬البيوت‭ ‬الريفية‭ ‬والبيوت‭ ‬على‭ ‬اطراف‭ ‬المدن‭ ‬السفر‭ ‬لقضاء‭ ‬العطل‭ ‬كان‭ ‬مسموحا‭ ‬فقط‭ ‬للبلدان‭ ‬الاشتراكية‭.‬والسفر‭ ‬الى‭ ‬الدول‭ ‬الرأسمالية‭ ‬كان‭ ‬مرتبطا‭ ‬بموافقةمنظمة‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬التشكوسلوفاكي‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬العمل‭ ‬وعلى‭ ‬اساس‭ ‬ماعرف‭ ‬وعد‭ ‬بالعملة‭ ‬الصعبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بنك‭ ‬الدولة‭ ‬وقيمة‭ ‬اعلاها‭ ‬400‭ ‬دولار‭. ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬للعملات‭ ‬القابلة‭ ‬للتحويل‭ ‬وكذلك‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬للبضائع‭ ‬النادرة‭ ‬وذات‭ ‬النوعيات‭ ‬الجيدة،اولئك‭ ‬الافراد‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬تسارعوا‭ ‬للاشتراك‭ ‬والفوز‭ ‬في‭ ‬مزادات‭ ‬الخصصة‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬اشتروا‭ ‬السندات‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬البسطاء‭ ‬وبذلك‭ ‬عملوا‭ ‬على‭ ‬سرقة‭ ‬وتدمير‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمصانع‭ ‬وحولوا‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬حصلوا‭ ‬عليها‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭ ‬ودخل‭ ‬الى‭ ‬البلد‭ ‬الرأسمال‭ ‬الاجنبي‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬مربحا‭ ‬بالنسبة‭ ‬اليه‭ ‬شراء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬بأتفه‭ ‬الاسعار‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬ونتيجة‭ ‬الاستثمار‭ ‬الاشتراكي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬اوضاع‭ ‬مزرية‭ ‬ولكن‭ ‬المالكين‭ ‬الجدد‭ ‬عمدوا‭ ‬الى‭ ‬افلاسها‭ ‬أو‭ ‬جعلها‭ ‬فروع‭ ‬لشركاتهم

أن‭ ‬تلك‭ ‬الفوضى‭ ‬استقرت‭ ‬تدريجيا‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬التسعينات‭.‬واضافة‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1993‭ ‬وبموجب‭ ‬الاتفاق‭ ‬تقسيم‭ ‬تشكوسلوفاكيا‭ ‬الى‭ ‬جمهورتين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التشيكية‭ ‬والجمهورية‭ ‬السلوفاكية‭ ‬والتي‭ ‬حدثت‭ ‬بطريقة‭ ‬سلمية‭ ‬حتى‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬الملكية‭.‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬دخلت‭ ‬كلى‭ ‬الجمهورتين‭ ‬الى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوربي‭.‬

لاتزال‭ ‬المبادئ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬سائدة‭ ‬في‭ ‬البلد،المساوات‭ ‬امام‭ ‬القانون،حرية‭ ‬الرأي،‭ ‬حق‭ ‬التجمع‭ ‬والانتخاب،الحرية‭ ‬في‭ ‬الملكية،‭ ‬ولكن‭ ‬التطور‭ ‬لايسير‭ ‬بدون‭ ‬عقبات‭ ‬ومشاكل‭ .‬نتيجة‭ ‬للمشاكل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بعد‭ ‬الازمة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬ظهرت‭ ‬الى‭ ‬الوجود‭ ‬توجهات‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬شعبوية‭ ‬ممثلة‭ ‬بالوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬بحركة‭ ‬انو‭ ‬ANO‭ ‬وممثلها‭ ‬الرئيس‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الحالي‭ ‬ورجل‭ ‬الاعمال‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الزراعي‭ ‬ومنتجاته‭ ‬اندري‭ ‬بابيش‭ ‬والذي‭ ‬تعهد‭ ‬بانهاء‭ ‬الفساد‭ ‬و‭”‬ادارة‭ ‬الدولة‭ ‬باعتبارها‭ ‬شركة‭”‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬غير‭ ‬ديمقراطي‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬تسود‭ ‬القيادة‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬المساهمين‭ ‬وليس‭ ‬مصالح‭ ‬كل‭ ‬الناس‭. ‬بالتاكيد‭ ‬هناك‭ ‬مشاكل‭ ‬كثيرة‭ ‬تنتظر‭ ‬الحل‭ ‬وان‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬يجب‭ ‬عمله‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وبالتالي‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والضمان‭ ‬الصحي‭ ‬ومستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬بلدان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوربي‭ ‬وخاصة‭ ‬منهاالمجاورة‭ ‬والمتقدمة‭ ‬ولكن‭ ‬الخبرة‭ ‬التأريخية‭ ‬لتشكسلوفاكيا‭ ‬وخاصة‭ ‬منها‭ ‬جمهوريتنا‭ ‬التشيكية‭ ‬ساعدت‭ ‬وتساعد‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬درجات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬الاجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬ولدة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العودة‭ ‬التدريجية‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬والسريعة‭ ‬للمبادئ‭ ‬التي‭ ‬جائت‭ ‬بها‭ ‬الجمهورية‭ ‬الاولى‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬دولة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬ذات‭ ‬حس‭ ‬مرهف‭ ‬بالقضايا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والقيم‭ ‬الانسانية‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.