28 ديسمبر 2024

د. ‬أحمد‭ ‬الطويلي: بين محمد فاضل الجمالي والحبيب بورقيبة وعلي البلهوان

1 min read

د‭. ‬أحمد‭ ‬الطويلي

محمد‭ ‬فاضل‭ ‬الجمالي‭ (‬1903‭ – ‬1997‭) ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬المحبوب‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬زمن‭ ‬محنتها‭ ‬ومقاومتها‭ ‬الاستعمار‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬وفد‭ ‬البعثة‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬سنة‭ ‬1954،‭ ‬وكان‭ ‬العراق‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬فازت‭ ‬باستقلالها‭ ‬بين‭ ‬الحربين‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1930‭ ‬بمقتضى‭ ‬معاهدة‭ ‬عراقية‭ ‬بريطانية‭ ‬انتهى‭ ‬بموجبها‭ ‬الانتداب‭ ‬البريطاني‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬ودخلت‭ ‬عصبة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬سنة‭ ‬1932،‭ ‬وأصبحت‭ ‬عضوا‭ ‬كاملا‭ ‬فيها،‭ ‬وكان‭ ‬الجمالي‭ ‬أحد‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وحين‭ ‬منع‭ ‬الزعيم‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬مبنى‭ ‬المنظمة‭ ‬سنة‭ ‬1954‭ ‬للتعريف‭ ‬بقضية‭ ‬بلاده،‭ ‬وكانت‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬الاستقلال‭ ‬الحاسمة‭ ‬بقيادته،‭ ‬أدخله‭ ‬الجمالي‭ ‬ضمن‭ ‬وفده‭ ‬وعلق‭ ‬على‭ ‬صدره‭ ‬شارة‭ ‬العراق‭ ‬فألقى‭ ‬خطابا‭ ‬بليغا‭ ‬بالفرنسية‭ ‬زلزل‭ ‬به‭ ‬البعثة‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حتى‭ ‬انسحبت‭ ‬من‭ ‬الجلسة،‭ ‬وكانت‭ ‬فرصة‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬لبورقيبة‭ ‬ليبين‭ ‬المحنة‭ ‬التونسية‭ ‬طالبا‭ ‬تخليص‭ ‬بلاده‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الاستعمار،‭ ‬وترك‭ ‬خطابه‭ ‬أثرا‭ ‬بالغا‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭.‬

وقال‭ ‬بورقيبة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ألقى‭ ‬خطابه‭ ‬وقلبه‭ ‬يفيض‭ ‬بالعرفان‭ ‬له‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬قدم‭ ‬لوطنه‭ ‬خدمة‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬أوقاته،‭ ‬مسرا‭ ‬للجمالي‭: ‬لا‭ ‬أنا،‭ ‬ولا‭ ‬بلادي‭ ‬ستنسى‭ ‬صنيعك‭ ‬هذا‭. ‬وكان‭ ‬الجمالي‭ ‬قد‭ ‬تولى‭ ‬الخطط‭ ‬السامية‭ ‬بالعراق‭ ‬خاصة‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ورئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬وحين‭ ‬سقط‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬بالعراق‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬جويلية‭ ‬1958‭ ‬في‭ ‬انقلاب‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬قاسم‭ ‬حكمت‭ ‬عليه‭ ‬المحكمة‭ ‬العسكرية‭ ‬بالإعدام‭ ‬ثم‭ ‬حول‭ ‬الحكم‭ ‬إلى‭ ‬المؤبد،‭ ‬فقام‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‭ ‬بمناشدة‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬قاسم‭ ‬العفو‭ ‬عنه،‭ ‬والسماح‭ ‬له‭ ‬بمغادرة‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬فاستجاب‭ ‬له،‭ ‬وأطلق‭ ‬سراح‭ ‬الجمالي‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬جويلية‭ ‬1961‭. ‬واستدعاه‭ ‬بورقيبة‭ ‬إلى‭ ‬الإقامة‭ ‬بتونس‭ ‬فقبل‭ ‬الدعوة‭ ‬وجاء‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬سنة‭ ‬1962‭ ‬مرحبا‭ ‬به،‭ ‬مكرما‭ ‬معززا،‭ ‬ولاقى‭ ‬كل‭ ‬إكبار‭ ‬ومحبة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬و‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة،‭ ‬وسمي‭ ‬شارع‭ ‬باسمه‭ ‬في‭ ‬العاصمة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬اعترافا‭ ‬بفضله‭. ‬وتولى‭ ‬الجمالي‭ ‬التدريس‭ ‬بالجامعة‭ ‬التونسية،‭ ‬ونشر‭ ‬عديد‭ ‬الكتب‭ ‬الثقافية‭ ‬والسياسية‭ ‬بتونس،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬ملتقيات‭ ‬ثقافية‭ ‬وعلمية‭ ‬بالبلاد‭ ‬التونسية،‭ ‬وكنت‭ ‬أحيانا‭ ‬في‭ ‬صحبته‭ ‬في‭ ‬منابر‭ ‬داخل‭ ‬الجمهورية‭ ‬خاصة‭ ‬بالقيروان‭ ‬في‭ ‬ندواتها‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وكان‭ ‬حدثني‭ ‬طويلا‭ ‬عن‭ ‬نضاله‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬دفاعه‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأطوارها‭ ‬خاصة‭ ‬عن‭ ‬ظروف‭ ‬تقسيم‭ ‬فلسطين،‭ ‬وكذلك‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونغ‭ ‬ودور‭ ‬علي‭ ‬بلهوان‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬له‭.‬

وكان‭ ‬وجه‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬سنة‭ ‬1969‭ “‬رسالة‭ ‬مفتوحة‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬الكريم‭” ‬بعد‭ ‬غيابه‭ ‬عن‭ ‬العراق‭ ‬بثماني‭ ‬سنوات،‭ ‬أهداني‭ ‬منها‭ ‬نسخة‭ ‬بعبارات‭ ‬رقيقة‭ ‬يعلم‭ ‬العراقيين‭ ‬فيها‭ ‬بحاله‭ ‬بتونس‭ ‬يقول‭: ” ‬بني‭ ‬وطني‭ ‬الأعزاء‭ (…)‬أحمد‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬الحياة‭ ‬والحرية‭ ‬ولبقائي‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬لأتحدث‭ ‬إلى‭ ‬إخواني‭ ‬وأخواتي‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬عناصرهم‭ ‬ومذاهبهم،‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬مناصبهم‭ ‬ومهنهم‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬وتجرد‭. ‬أؤكد‭ ‬لكم‭ ‬أيها‭ ‬الأعزاء‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬تغمض‭ ‬لي‭ ‬عين‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬أحوال‭ ‬العراق‭ ‬وما‭ ‬حلى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة‭ …” (‬ص‭ ‬3‭-‬4‭).‬

وكان‭ ‬لمحمد‭ ‬فاضل‭ ‬الجمالي‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬انعقاد‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونغ‭ ‬الآسيوي‭ ‬والإفريقي‭ ‬بأندونيسيا‭ ‬في‭ ‬أفريل‭ ‬1955‭   ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬البلدان‭ ‬المستعمرة‭ ‬،‭ ‬يقول‭ : ” ‬إن‭ ‬المحرك‭ ‬بل‭ ‬الدافع‭ ‬الأول‭ ‬لعقد‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬هو‭ ‬القضية‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬أي‭ ‬استقلال‭ ‬تونس‭ ‬والمغرب‭ ‬على‭ ‬الأخص‭ ” ‬وكان‭ ‬علي‭ ‬البلهوان‭ ‬المناضل‭ ‬الكبير‭ ‬قد‭ ‬ساعده‭ ‬في‭ ‬إعداده‭ ‬وهو‭ ‬إذ‭ ‬ذاك‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬يعرف‭ ‬بقضية‭ ‬بلاده‭ ‬قد‭ ‬أوفده‭ ‬الحزب‭ ‬الحر‭ ‬الدستوري‭ ‬التونسي‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬سبتمبر‭ ‬1951‭ ‬لينضم‭ ‬إلى‭ ‬إخوته‭ ‬الذين‭ ‬سبقوه‭ ‬هنالك‭ ‬ليشرفوا‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬أسسه‭ ‬الزعيم‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬المعزية‭ .  

وفي‭ ‬سنة‭ ‬1952‭ ‬سافر‭ ‬البلهوان‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬وفتح‭ ‬فيه‭ ‬مكتبا‭ ‬للحزب‭ ‬الحر‭ ‬الدستوري‭ ‬،‭ ‬واضطلع‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الرافدين‭ ‬بمهمات‭ ‬علمية‭ ‬وثقافية‭  ‬وسياسية‭  ‬فكان‭ ‬يدرس‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭  ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بغداد‭ ‬ودار‭ ‬المعلمين‭ ‬العليا‭ ‬أيضا‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬يخطب‭ ‬بالنوادي‭ ‬ويكتب‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬وارتبطت‭ ‬علاقة‭ ‬وطيدة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬الجمالي‭  ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬لنا‭ ‬عنه‭ ‬شهادة‭ ‬ثمينة‭ ‬،‭ ‬يقول‭ : ” ‬كان‭ ‬المرحوم‭ ‬الأستاذ‭ ‬علي‭ ‬البلهوان‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬للحزب‭ ‬الحر‭ ‬الدستوري‭ ‬همزة‭ ‬الوصل‭ ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬الكفاح‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستقلال‭ ‬والحكومة‭ ‬العراقية‭ (…) ‬وقد‭ ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬وعلى‭ ‬شخصياته‭ ‬السياسية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬العربية‭ . ‬وكان‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬تعبئة‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القضية‭ ‬التونسية،‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬صلة‭ ‬وثقى‭ ‬بي‭ ‬شخصيا‭ ‬وتكونت‭ ‬بيننا‭ ‬أخوة‭ ‬وصداقة‭ ‬متينة‭ “. ‬

وحين‭ ‬رجع‭ ‬البلهوان‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬كتب‭ ‬له‭ ‬الجمالي‭ ‬رسالة‭ ‬يطلب‭ ‬فيها‭ ‬منه‭ ‬إعانته‭ ‬في‭ ‬السعي‭ ‬لعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونغ،‭ ‬وأجابه‭ ‬برسالة‭ ‬مطولة‭ ‬قال‭ ‬فيها‭: ” ‬قمت‭ ‬باتصالات‭ ‬مع‭ ‬سفراء‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الآسيوية‭ ‬لمعرفة‭ ‬رأيها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الموضوع‭ ‬وخصوصا‭ ‬معالي‭ ‬سفير‭ ‬اندونيسيا‭ ‬بباريس‭ ‬عند‭ ‬مروره‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬فأعلمني‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬رئيس‭ ‬دائرة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الاندونيسية‭. ‬

ولما‭ ‬فاتحته‭ ‬بالموضوع‭ ‬أظهر‭ ‬استعداده‭ ‬للسعي‭ ‬في‭ ‬تحقيقه،‭ ‬ووعدني‭ ‬بأنه‭ ‬سيبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهوده‭ ‬لإقناع‭ ‬فخامة‭ ‬أحمد‭ ‬سوكارنو‭ ‬والحكومة‭ ‬الاندونيسية‭. ‬أما‭ ‬الباكستان‭ ‬فسأقابل‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬سفارتها‭ ‬بالقاهرة‭ ‬للاتصال‭ ‬مع‭ ‬حكومته‭ ‬ومعرفة‭ ‬رأيها‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ” .‬

ويعترف‭ ‬علي‭ ‬البلهوان‭ ‬بأن‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬الجمالي‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬فكرة‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونغ‭ ‬يقول‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭: ” ‬ومهما‭ ‬تكن‭ ‬جهودنا‭ ‬فإنها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تأييد‭ ‬منكم‭ ‬ومساندة‭ ‬بل‭ ‬الفكرة‭ ‬نفسها‭ ‬هي‭ ‬فكرتكم‭ ‬وأنتم‭ ‬أقدر‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬تحقيقها‭. ‬وإن‭ ‬دوركم‭ ‬في‭ ‬نجاحها‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬الرئيسي‭. ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬تونس‭ ‬ترجو‭ ‬من‭ ‬معاليكم‭ ‬أن‭ ‬تثبتوا‭ ‬قضيتها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬كما‭ ‬تبنيتموها‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬أمرها‭. ‬وتعملوا‭ ‬لتحقيق‭ ‬دعوة‭ ‬ذلك‭ ‬المؤتمر‭ “.  ‬وختم‭ ‬الرسالة‭ ‬بقوله‭:‬‭ ” ‬إننا‭ ‬ننتظر‭ ‬رأيكم‭ ‬السديد‭ ‬لنتابع‭ ‬على‭ ‬ضوئه‭ ‬وبمساندتكم‭ ‬ما‭ ‬شرعنا‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬وإن‭ ‬تونس‭ ‬لا‭ ‬تعول‭ ‬عليكم‭ ‬وتضع‭ ‬أملها‭ ‬فيكم‭ ” ‬ووقع‭ ‬الرسالة‭ ‬باسمه‭ ‬وصفته‭: ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬للحزب‭ ‬الحر‭ ‬الدستوري
‭ ‬التونسي‭.‬

وتم‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬في‭ ‬باندونغ‭ ‬باندونيسيا‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬أفريل‭ ‬1955،‭ ‬وترأس‭ ‬الجمالي‭ ‬الوفد‭ ‬العراقي،‭ ‬وشهر‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬الافتتاحي‭ ‬بالاستعمار‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬بمراكش‭ ‬والجزائر‭ ‬وتونس‭. ‬

وندد‭ ‬بالإرهاب‭ ‬الفرنسي‭ “‬بدون‭ ‬مراعاة‭ ‬ولا‭ ‬تمييز‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ “‬،‭ ‬وطالب‭ ‬بحقوق‭ ‬هذه‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال،‭ ‬قال‭: ” ‬فرنسا‭ ‬عضو‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يقضى‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬هدى‭ ‬مبادئ‭ ‬وتعاليم‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ “  . ‬

وكان‭ ‬علي‭ ‬البلهوان‭ ‬باتصال‭ ‬دائم‭ ‬بالجمالي،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬تحصلت‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬استقلالها‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مارس‭ ‬1956‭ ‬حتى‭ ‬أسرع‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬ببعث‭ ‬رسالة‭ ‬إليه‭ ‬يبشره‭ ‬فيها‭ ‬بالحدث‭ ‬السعيد‭ ‬ويعلمه‭ ‬فيها‭ ‬بمشاريع‭ ‬دولة‭ ‬الاستقلال‭ ‬وبرامجها‭ ‬منها‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬تأسيسي‭ ‬لإحداث‭ ‬دستور،‭ ‬ويعلمه‭ ‬أنه‭ ‬رشح‭ ‬نفسه‭ ‬لعضوية‭ ‬المجلس‭ ‬كرئيس‭ ‬قائمة‭ ‬بمنطقة‭ ‬الوسط‭ ‬الغربي،‭ ‬يقول‭: ” ‬الآن‭ ‬تضاعفت‭ ‬مسؤولياتنا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنقذنا‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬الاستعمار،‭ ‬بقي‭ ‬الطور‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الكفاح،‭ ‬طور‭ ‬البناء‭ ‬والتشييد‭ “.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.