بشور: مفارقة مؤلمة أن يتسع التضامن العالمي مع فلسطين ويتسع التخاذل الرسمي العربي تجاهها
1 min readفي مهرجان اليوم العالمي للتضامن العالمي للشعب الفللسطيني في السويد:
بشور: مفارقة مؤلمة أن يتسع التضامن العالمي مع فلسطين ويتسع التخاذل الرسمي العربي تجاهها
قال السيد معن بشور الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي أن قضية فلسطين تعيش مفارقة مؤلمة، فيما العالم يبرز اليوم تعاطفا وتضامنا جديدا معها على غير مستوى، نرى النظام الرسمي العربي يدير ظهره لها، لا بل تسارع بعض أنظمته إلى التطبيع مع العدو المحتل، بل تسعى لجعل هذا التطبيع المشبوه إلى تحالف خطير مع كل أعداء الأمة ضد أمتنا العربية والإسلامية بعد أن سعت لعقود عدة من أجل استحداث أعداء حقيقيين للأمة غير عدوها الرئيسي والتاريخي وهو المغتصب الصهيوني وداعميه الاستعماريين. كلام بشور هذا جاء خلال مهرجان خطابي أقيم عبر تطبيق الزوم دعت إليه جمعية الشتات الفلسطيني في السويد وتجمع عائدون وتحدث فيه عدد من الشخصيات العربية من مختلف الاقطار يتقدمهم رئيس الجمعية السيد خالد السعدي والسادة (حسب التسلسل الأبجدي): أ. أبراهيم كمال الدين، م. أبوعدي خالد، أ. حسن حب الله، أ. حمدين صباحي، أ. خالد السعدي، أ. خالد السفياني، د. خالد شوكات، د. خلف المفتاح، أ. سعاد المعجل، أ. سمير الشفي، د. عبد الحسين شعبان، د. عثمان الكباشي، أ. كريم رزقي، أ. محمد أحمد البشير، أ. معن بشور، محمد الهندي، العميد يحيى صالح.
بشور استهل كلمته بتوجيه التحية للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، لشهدائه وأسراه ومجاهديه والمرابطين في القدس والصامدين في غزة والضفة والأراضي المغتصبة عام 1948، فهم بصمودهم وكفاحهم وتضحياتهم على مدى قرن ونيف قد أثبتوا أنهم شعب يحمل في جوارحه واحدة من أعدل قضايا العصر.
كما حيا بشور كل المتضامنين مع فلسطين في كل أرجاء المعمورة، لاسيما الذين يخوضون ببسالة وفعالية معركة مقاطعة العدو العنصري الإرهابي وفي مقدمتهم ال “B. D. S” التي تسعى بعض دول الغرب الاستعمارية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى اعتبارها إرهابية، كما حيا كل شهيد أو سجين أجنبي متضامن مع قضية فلسطين، وفي المقدمة منهم الشهيدة راشيل كوري التي استشهدت على يد جرافات صهيونية وهي تحاول منع هدم منزل فلسطيني في 16 آذار/مارس 2003، قبل أيام من الغزو الأمريكي للعراق لتؤكد مفارقة خطيرة باستشهادها، وهي الأمريكية، على يد الاحتلال الصهيوني، فيما كانت الجيوش الأمريكية تتجه نحو احتلال العراق تنفيذا لأمر صهيوني ودفاعا عن أمن الكيان الصهيوني ومصالحه المرتبطة عضويا بمصالح القوى الاستعمارية.
بشور دعا في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين، الأمم المتحدة ومنظماتها التي أرادت باعتبارهذا اليوم يوما للتضامن مع فلسطين تكفيرا لها عن جريمتها باتخاذها القرار الذي أراد تقسيم فلسطين واشترط لقبول الكيان الغاصب في الأسرة الدولية أن يوافق على تنفيذه، ولكنه لم ينفذ ولم تمنعه الأمم المتحدة من دخول منظمتها، وهذا يتطلب أن يناضل العالم كله لطرد هذا الكيان في صفوف الأمم المتحدة لجرائمه التي يرتكبها كل يوم بحق الفلسطينيين والعرب فحسب، بل أيضا لأنه لم يلتزم أصلا بشروط القرار الدولي الذي كرست شرعيته. بشور رأى أن في إدراج الأمم المتحدة العديد من القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وفي مقدمتها القرار 194 المتعلق في حق العودة ووقف الاستيطان وعدم الاعتراف بشرعية ضم القدس والجولان وسائر الأراضي المحتلة وغيرها وغيرها.. ممن لم يلتزم بهم الجانب الإسرائيلي وهو ما يتطلب ضغطا متصاعدا شعبيا ورسميا، فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ومن كتلة عدم الانحياز ومن الدول الصديقة لتنفيذ هذه القرارات وللعودة إلى القرار الأممي السابق الذي اعتبر الصهيونية حركة عنصرية.
وأضاف بشور أنه إذا كان للعالم يوما للتضامن مع شعب فلسطين، فإن على أمتنا أن تجعل من كل أيام السنة أياما للمشاركة والالتحام والتفاعل مع الشعب الفلسطيني الذي لا يدافع عن أرضه فقط بل يدافع عن كرامة الأمة كلها، وعن مصالحها وأمنها واستقرارها، لاسيما وأن القوى الاستعمارية قد أنشأت هذا الكيان أصلا من أجل فصل مشرق الوطن العربي عن مغربه، وفصل بلاد الشام عن مصر، لكي يتمكن أعداء الأمة من منع الأمة من وحدتها وتقدمها وتحقيق مشروعها النهضوي، بل من أجل تفتيت مجتمعاتها وتغليب الهويات الفرعية والعصبيات الطائفية والمذهبية والعرقية على الهوية الجامعة والرابطة الاشمل وهي رابطة العروبة الحضارية ذات العمق القومي والإيماني الأصيل.
بشور حيا في ختام كلمته جمعية الشتات الفلسطيني في السويد وتجمع عائدون على رأسهم العميد خالد السعدي زميلنا في المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين، على الفعاليات المستمرة التي يضطلعون بها كما غيرهم من أبناء الشتات الفلسطيني الذين يتكاملون في نضالهم وعطائهم مع أبناء وطنهم في الداخل. وتأخذ تحيتنا لجمعية الشتات انها بدعوتها لهذا المهرجان الجامع قد عوضت علينا قليلا اضطرارنا لإرجاء الدورة الخامسة للمنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين التي كانت مقررة للانعقاد في تونس بالتعاون مع الاتحاد التونسي العام للشغل الممثل اليوم معنا بأمينه العام المساعد المناضل سمير الشفي والذي اضطررنا لتأجيله بسبب الظروف المتصلة بجائحة كورونا على أمل اللقاء في الربيع المقبل في تونس بإذن الله