1 يناير 2025

المعهد العربي للديمقراطية: فض النزاعات البلدية والقيادة المدنية وإحياء اللحظة الأندلسية


سناء(مدللة‭( ‬بنضو‭ ‬

‭*‬المديرة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للمعهد‭ ‬العربي‭ ‬للديمقراطية

واصل‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬للديمقراطية‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الحالية‭ ‬سلسلة‭ ‬أنشطته‭ ‬المدنية‭ ‬لصالح‭ ‬عشرات‭ ‬نشطاء‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬التونسي‭ ‬والعربي،‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬ربوع‭ ‬الجمهورية‭ ‬جنوبا‭ ‬ووسطا‭ ‬وشمالا،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد،‭ ‬خصوصا‭ ‬منذ‭ ‬الاعلان‭ ‬عن‭ ‬إجراءات‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬خاصة،‭ ‬أثرت‭ ‬بعمق‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬وزرعت‭ ‬المثير‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬الخوف‭ ‬والترقب‭ ‬والتردد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استدعى‭ ‬من‭ ‬ادارة‭ ‬المعهد‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬اضافية‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬الداعمين‭ ‬او‭ ‬المشاركين‭ ‬بضرورة‭ ‬مواصلة‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لوظائفه‭ ‬الطبيعية،‭ ‬والمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬مسار‭ ‬الانتقال‭ ‬الديمقراطي‭. ‬

وقد‭ ‬تنزلت‭ ‬أنشطة‭ ‬المعهد‭ ‬وفعالياته‭ ‬وفقا‭ ‬لمحاور‭ ‬عمله‭ ‬وأولوياته‭ ‬المعتادة،‭ ‬كالآتي‭: ‬

أولاً‭: ‬محور‭ ‬الحكم‭ ‬المحلي‭ ‬واللامركزية‭ ‬الموسعة‭: ‬

فقد‭ ‬نظم‭ ‬المعهد‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬المحور،‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬مشروعه‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬المحلي‭ ‬الموسوم‭ ‬ب‭”‬فض‭ ‬النزاعات‭ ‬البلدية‭”‬،‭ ‬أربع‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬لصالح‭ ‬المستشارين‭ ‬البلديين‭ ‬والفاعلين‭ ‬المحليين‭ ‬في‭ ‬اربع‭ ‬بلديات‭ ‬تونسية،‭ ‬هي‭ ‬مدينة‭ ‬برقو‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬اكتوبر‭ ‬2021،‭ ‬وجزيرة‭ ‬جربة‭ ‬يوم‭ ‬5‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021،‭ ‬ومدينة‭ ‬المهدية‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021،‭ ‬واخيرا‭ ‬مدينة‭ ‬اريانة‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021‭. ‬

وقد‭ ‬تضمن‭ ‬محتوى‭ ‬الدورات‭ ‬على‭ ‬حصص‭ ‬في‭ ‬التقنيات‭ ‬السياسية‭ ‬والقانونية‭ ‬لفض‭ ‬النزاعات‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اخرى‭ ‬خصصت‭ ‬لتطوير‭ ‬مهارات‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل،‭ ‬للمشاركين‭ ‬الذين‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬111‭ ‬شابة‭ ‬وشابة‭ ‬ينحدرون‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أقاليم‭ ‬وجهات‭ ‬البلاد‭ ‬التونسية،‭ ‬تسعون‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬و40‭ ‬عاما‭. ‬

وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬الخبيرة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحكم‭ ‬المحلي‭ ‬والتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬تأطير‭ ‬هذه‭ ‬الدورات،‭ ‬بمساعدة‭ ‬الطاقم‭ ‬الاداري‭ ‬والتربوي‭ ‬للمعهد،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬الناشطة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬البلدي‭ ‬والمحلي‭. ‬

ثانيا‭: ‬محور‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭: ‬

حيث‭ ‬نظم‭ ‬المعهد‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬فعاليات‭ ‬الموسم‭ ‬الرابع‭ ‬لأكاديمية‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية،‭ ‬المشروع‭ ‬الرائد‭ ‬محل‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬هانس‭ ‬سايدل‭ ‬الألمانية،‭ ‬دورتين‭ ‬تدريبيتين‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬جربة‭ ‬وولاية‭ ‬المهدية‭ ‬حول‭ “‬التربية‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬المدنية‭” ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬الخمسين‭ ‬شاباً‭ ‬وشابة‭ ‬مثلوا‭ ‬إقليمي‭ ‬الجنوب‭ ‬والوسط،‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬خبراء‭ ‬المعهد‭ ‬في‭ ‬المجال،‭ ‬الاستاذ‭ ‬مهدي‭ ‬عبد‭ ‬الجواد‭ ‬والأستاذ‭ ‬بثينة‭ ‬الورغي‭ ‬والأستاذ‭ ‬فخر‭ ‬الدين‭ ‬المانسي‭.‬

وقد‭ ‬تضمنت‭ ‬الدورتان‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬ثلاثة‭ ‬ايام‭ ‬لكل‭ ‬منهما،‭ ‬موادا‭ ‬حول‭ ‬المهارات‭ ‬القيادية‭ ‬المدنية‭ ‬وتقنيات‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل‭ ‬وثقافة‭ ‬المبادرة‭ ‬الحرة‭ ‬ولمحة‭ ‬عن‭ ‬مشاريع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتضامني‭. ‬

ثالثا‭: ‬محور‭ ‬التنمية‭ ‬الحضارية‭: ‬

فبالشراكة‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للمؤرخين‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والمدنية،‭ ‬ساهم‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬للديمقراطية‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬علمي‭ ‬بمدينة‭ ‬الحمامات‭ ‬حول‭ “‬الأندلس‭ ‬مسارات‭ ‬التاريخ‭ ‬والحضارة‭”‬،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬26‭ ‬الى‭ ‬28‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬عشرين‭ ‬باحثين‭ ‬من‭ ‬عديد‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬كالعراق‭ ‬وليبيا‭ ‬والمغرب‭ ‬وتونس،‭ ‬وبحضور‭ ‬شخصيات‭ ‬وطنية‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬شوكات‭ ‬الوزير‭ ‬السابق‭ ‬ورئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬للديمقراطية‭ ‬والدكتور‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬عبيد‭ ‬الامين‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬السابق‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬ووزير‭ ‬التربية‭ ‬الأسبق،‭ ‬والمؤرخ‭ ‬الكبير‭ ‬الاستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الجليل‭ ‬الامين‭ ‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬تكريمه‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للمؤتمر‭.‬

وخلال‭ ‬كلمته‭ ‬الافتتاحية‭ ‬توقف‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬شوكات‭ ‬عند‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬الهامة‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬المؤتمر‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭: ‬

‭* ‬أن‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نهتم‭ ‬بالتاريخ‭ ‬لاجل‭ ‬المستقبل‭ ‬

‭* ‬أن‭ ‬اللحظة‭ ‬الأندلسية‭ ‬هي‭ ‬احدى‭ ‬اهم‭ ‬اللحظات‭ ‬المضيئة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الاسلامية‭ ‬وعلينا‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬

‭* ‬أن‭ ‬الحضارة‭ ‬الأندلسية‭ ‬اكبر‭ ‬من‭ ‬الأندلس‭ (‬حيث‭ ‬فيضانها‭ ‬لفائدة‭ ‬الانسانية‭ ‬شمالا‭ ‬وجنوبا‭)‬

‭* ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬الموريسكيين‭ ‬ممكنة‭ ‬واعتذار‭ ‬الاسبان‭ ‬ضروري

‭* ‬أن‭ ‬الهجرة‭ ‬الأندلسية‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬أثرت‭ ‬البلاد‭ ‬وأنقذت‭ ‬الاقتصاد‭ ‬

‭* ‬أن‭ ‬سؤال‭ ‬لماذا‭ ‬تخلف‭ ‬المسلمون‭ ‬وتقدم‭ ‬غيرهم‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬مطروحا‭ ‬ومحاولة‭ ‬الإجابة‭ ‬عنه‭ ‬متواصلة‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬الأندلس‭ ‬الى‭ ‬اليوم‭. 

‭* ‬أن‭ ‬الثلاثي‭ ‬الاندلسي‭: ‬ابن‭ ‬رشد‭/ ‬ابن‭ ‬عربي‭/ ‬ابن‭ ‬خلدون‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬الأكثر‭ ‬عمقا‭ ‬وتاثيرا‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬الاسلامي‭ ‬

‭* ‬أن‭ ‬استئناف‭ ‬اللحظة‭ ‬الأندلسية‭ ‬تقتضي‭ ‬التمسك‭ ‬بافكار‭ ‬الاصلاح‭ ‬والتجديد‭ .‬

نعي‭ ‬الدكتور‭ ‬زهير‭ ‬شمة‭: 

وأخيرا‭ ‬وببالغ‭ ‬الحزن‭ ‬و‭ ‬الأسى‭ ‬ينعى‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬للديمقراطية‭  ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الأفاضل‭ ‬الدكتور‭ ‬زهير‭ ‬شمة‭ ‬مدير‭ ‬المدرسة‭ ‬العراقية‭ ‬بتونس‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬انتقل‭ ‬الى‭ ‬جوار‭ ‬ربه‭ ‬صبيحة‭ ‬يوم‭ ‬04‭  ‬ديسمبر‭ ‬2021‭ ‬بالعراق‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬تونس‭ . ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬المرحوم‭ ‬أحد‭ ‬المشرفين‭ ‬على‭ ‬المؤتمر‭ ‬البحثي‭ ‬الأخير‭”‬الأندلس‭ ‬مسارات‭ ‬التاريخ‭ ‬و‭ ‬الحضارة‭ ” ‬و‭ ‬كان‭ ‬نعم‭ ‬الناشط‭ ‬المتفاني‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬العلم‭ ‬و‭ ‬المعرفة‭ ‬و‭ ‬الإنسانية‭ ‬

و‭ ‬بهذا‭ ‬المصاب‭ ‬الجلل‭ ‬تتقدم‭ ‬إدارة‭ ‬المعهد‭ ‬و‭ ‬أمانته‭ ‬العامة‭ ‬بالتعازي‭ ‬الخالصة‭  ‬إلى‭ ‬عائلته‭ ‬و‭ ‬طلابه‭ ‬و‭ ‬زملائه‭ ‬بتونس‭ ‬و‭ ‬العراق،‭ ‬سائلين‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يتغمده‭ ‬برحمته‭ ‬الواسعة‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.