استقالة زيتون تعمِق أزمة التحوّل القيادي للنهضة!؟
1 min readالمصير- خاص:
ستقود استقالة لطفي زيتون القيادي البارز في حركة النهضة من مجلس الشورى ومختلف المؤسسات الحزبية، حسب المهتمين بالشأن السياسي الوطني، إلى تعميق أزمة القيادة داخل الحزب الاسلامي الذي يتصدر المشهد العام في تونس منذ عشر سنوات تقريبا، وسيدفع بالنقاش حول خلافة مؤسس الحركة ورئيسها الشيخ راشد الغنوشي إلى مداه الأقصى، خصوصا وانه لم يعد نقاشا داخليا كما اعتاد النهضويون طيلة سنوات أبدوا خلالها قدرة فائقة على الإبقاء على صراعاتهم البينية داخل أسوار قلعتهم الداخلية، حيث تحول الشأن النهضوي الى جزء من الشأن العام، ولم تعد القيادات النهضوية مؤخرا تستنكف من ابداء مواقفها حيال قضايا الشأن الحزب في العلن.
وصرح لطفي زيتون الذي كان احد اقرب القيادات للشيخ راشد، واحد رفاق رحلته البارزين طيلة عقدين من المنفى البريطاني، بان سبب استقالته يعود الى انه لم يعد يرى إمكانية للإصلاح من الداخل وان سفينة حركته تسلك الطريق الخطأ منذ فترة وهو ما يتناقض مع مصلحة الوطن والديمقراطية والحركة نفسها. وتأتي هذه الاستقالة لتراكم مفعول استقالات سابقة لقيادات تاريخية ذات رمزية عالية كعبد الحميد الجلاصي وزبير الشهودي وقبلهما حمادي الجبالي، فضلا عن استقالة قيادات ليست تاريخية ولكنها هامة مثل الامين العام زياد العذاري.
وينتقد زيتون ومن سبقه مسارًا يَرَوْن ان مؤشراته واضحة ونتائجه ستكون وخيمة يريد ان يفرض الشيخ راشد الغنوشي رئيسا مدى الحياة من خلال تنقيح القانون الداخلي الذي يمنح الحق لرئيس الحركة في تولي منصبه لولايتين فحسب.
وقد تشكلت منذ اشهر مجموعة ضمت مائة قيادي من مستويات تنظيمية مختلفة، من ضمنها عديد الشخصيات من الصف القيادي الاول، طالبت الشيخ راشد الغنوشي باحترام النظام الداخلي والتخلي عمليا عن الرئاسة ابتداء من المؤتمر الحادي عشر المزمع تنظيمه قريبا، فيما انتقدت قيادات مقربة من الشيخ راشد مثل العجمي الوريمي والسيد الفرجاني مبادرة المائة واعتبرت انها لا تساعد على القيام بتحول قيادي سلس يليق بطبيعة الحركة وتاريخها ومصالحها العليا ومصالح الوطن.
وفيّ سياق البحث عن مخرج توفيقي وحلّ للمشكلة القيادية، قام القياديان البارزان رفيق عبد السلام وعبد الكريم الهاروني بمبادرة اقترحا من خلالها الفصل بين الزعامة والرئاسة داخل الحركة وتأجيل الموتمر لسنتين، لكن مبادرتهما اصطدمت برفض مجموعة المائة، فيما اعتبرتها بعض القيادات التفافا على المطالب الاصلاحية.
وبالمقابل يبدي الشيخ راشد لبعض المقرّبين منه اعتراضا على المطالب المعلنة من قبل من اعتبرهم بمثابة ابنائه، مؤكدا في هذا السياق على الطابع الاستثنائي للزعماء المؤسسين الذي يمتلكون مواهب خاصة وقدرات صفاتها التجارب يفترض الاستفادة منها، ضاربا المثل بحركات شبيهة تبين لها لاحقا خطأ إقصاء الزعماء المؤسسين كخالد مشعل الذي خسرته حماس وهو في أوج العطاء وعبد الاله بنكيران الذي حرم حزب العدالة والتنمية المغربي من خصائصه ومميزاته وهو في قمة شعبيته.
ويُقدَّر بعض المراقبين ان أزمة القيادة النهضوية ستتواصل خلال الأشهر القادمة وان الانقسام لم يعد نتيجة مستبعدة في ظل التباين الفكري والمصلحي وحتى الطبقي بين قادة الحركة الاسلامية بأجيالهم المتعددة وتجاربهم المختلفة ومرجعياتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية المتباعدة.
جميل